حفتر والقذافي

في تأكيد علي مدي التوتر الذي تشهده العلاقة بين حكومة الوفاق بزعامة فايز السراج والواء  المتقاعد خليفة حفتر شن النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، أحمد معيتيق، هجومًا عنيفًا على حفتر، مشددًا على أن إعادة تشكيل “قذافي” جديد حلم مريض.

وأكد معيتيق عدم وجود مستقبل لحكم العسكر في بلاده،  واصفًا سياسات “حفتر” بالضعيفة.

وأكد في مقابلة له مع صحيفة “لاريبابليكا” الإيطالية، أن الحل الوحيد في ليبيا سياسي وليس عسكريا، بحسب “عربي 21”.

وحذر النائب الأول، المدعوم من مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، أوروبا من مخططات حفتر. ووجه انتقادات للدول الغربية التي تساند حفتر، مشددا على أن “إعادة بناء نظام دكتاتوري في ليبيا أمر مستحيل”.

وحول المبادرة الفرنسية ومحاولة التقارب الفرنسي مع حفتر، قال معيتيق إن “باريس ستعرف من تختار في النهاية، ولن تساند سياسات ضعيفة”.

وأثارت هذه الانتقادات، التي تخرج للمرة الأولى من مسؤول في المجلس الرئاسي، تساؤلات حول دلالة هذا الهجوم الشرس الآن، وهل هو رد فعل على اتهامات حفتر لرئيس المجلس فائز لسراج ومجلسه الرئاسي، بالضعيف وتحكم المليشيات فيه؟ وكيف سيكون رد فعل حفتر على هذه الاتهامات؟

من جهته، رأى رئيس مركز “اسطرلاب” الليبي المستقل، عبد السلام الراجحي، أنه “في ظل التجاذبات السياسية الحاصلة الآن، ووسط توقعات بتعديلات الاتفاق السياسي، ومن ثم تعديل تشكيلة المجلس الرئاسي، يريد ميعيتق مغازلة مؤيديه بإظهار العداء لحفتر”.

وأكد أن “هجوم معيتيق على حفتر وعلى الدول الأوروبية المساندة له، ومنها فرنسا، هدفه الأساسي الآن محاولة تجميل صورته في الداخل الليبي، وربما مغازلة مدينة مصراتة، خاصة بعد تراجع شعبيته هناك، ولا أتوقع رد فعل من حفتر حول هذه التصريحات”، حسب تقديره.

لكن المحلل السياسي الليبي المقيم في إيطاليا، محمد فؤاد، أكد أن “موقف معيتيق من حفتر يعبر عن الموقف الإيطالي من حفتر، ويؤكد أيضا إصرار الإيطاليين على عدم دخول المنطقة الغربية في فوضى، خصوصا بعد نجاحهم في الحد من الهجرة غير الشرعية”.

وبخصوص توقعاته برد فعل حفتر على هذه التصريحات، قال: “حفتر مستمر أصلا في التصعيد، والدليل تصريحاته الأخيرة في روسيا، وهجومه على المجلس الرئاسي ورئيسه فائز السراج”.

وقال الإعلامي الليبي، محمد السلاك، إن “هذه التصريحات تدخل في إطار السجال السياسي بين الأطراف الليبية، فتبادل الاتهامات إلى حد التراشق أمر متعارف عليه، بل جزء من المشهد الليبي الآن”.

وأوضح  أن “هناك متغيرات دولية وإقليمية حالية ستنعكس بدورها على الداخل الليبي، ويبدو أن السيد معيتيق استشعر هذا الأمر، فأضفى على تصريحاته صبغة الصقور هذه المرة، وتخلى عن الدبلوماسية وأسلوب الحمائم الذي ينتهجه منذ توليه منصب نائب الرئيس”، حسب رأيه.

في المقابل، رأى الناشط الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، أن “الحرب مستمرة علي جميع الجبهات، والخاسر هو الشعب الليبي، والآن ليبيا لها سلطتان أو أكثر، وكل سلطة تحظى بدعم ورعاية خارجية؛ لذا فالخلاف سيظل موجودا”، وفق قوله.

وتابع: “ربما ينتهي هذا الخلاف حال رجعت ليبيا إلى وضعها التي تأسست به في أول مرة، وهو الوضع الاتحادي الفيدرالي، فالقوة في برقة تسعى للحسم ولو بالقوة العسكرية في الجهة الغربية، وهذا أمر صعب تحقيقه، وكذلك القوى في الجهة الغربية تسعى لزعزعة الاستقرار في الشرق؛ من خلال حصار اقتصادي وتضييق وحرب استنزاف، ولكل فعل ردة فعل”.

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن