استمرار أخبث الخلق وشر البرية واستمرائهم احتقار المسلمين؛ بانتهاك حرماتهم ومقدساتهم في أشرف مواسم طاعاتهم وقرباتهم؛ هو طعنات نافذة في قلب كل ذي قلب من الموحدين، وإهانة لكل من لدية قدر من الانتماء لهذا الدين، فأين من تولوا أمور المسلمين من تكرار واستمرار  تلك المذلة على يد من كتبت عليهم الذلة؟!

بل أين دور شعوب المسلمين تحت ولاية الجبرية العلمانية في نحو ٥٧ دولة «إسلامية»؟ يسكنها نحو مليار ونصف من البشر مسلوبي القوة ومعدومي القدرة ، من الذين تتحدث باسمهم عشرات المنظمات والهيئات والسفارات  العاجزة أو المتعاجزة عن اتخاذ أي قرار، يتجاوز مستوي الشجب والاستنكار؟

مهما تحدثنا بفخار عن بطولات أحرار الأرض المقدسة في التصدي والذود والدفاع عن الأقصى نيابة عن الأمة؛ فإن ذلك لا يرفع عن باقي هذه الأمة واجب الوقوف خلفهم، ولا يدفع إثم التفريط في إسناد ظهورهم وتقوية وتوسيع صفوفهم ، في أهم مهماتهم العاجلة والآجلة..

أهم مهماتهم -والأمة وراءهم- لا تتمثل فقط في إفشال مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد وساحاته، بل فيما هو أخطر من ذلك، وهو عرقلة سعي الصهيونيتين/ اليهودية والصليبية لاستكمال خطة الهدم الكامل ثم التهويد الشامل لمسرى خاتم الأنبياء، الذي صلى فيه إماما بجميع الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين)..

تصعيد اليهود سيتصاعد، والزمن القريب القادم زمان الأحرار في كل دار، لا زمان المطبعين ولا الخانعين ولا الخائنين لأمانات هذا الدين، حكاما كانوا أو محكومين ،

والله تعالى يقول:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(28)} 

الأنفال

من عامر عبد المنعم

كاتب صحفي مصري