أقرت الأمم المتحدة، بفشلها في إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري لإغاثة المنكوبين من الزلزال، متهمة هيئة تحرير الشمال بعرقلة إيصالها.

وقال “مارتن جريفيث”، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في تغريدة على “تويتر”: “خذلنا سكان شمال غربي سوريا… إنهم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم.. يتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل أبدا”.

وأضاف: “ملتزمون بتصحيح إخفاقنا في شمال غربي سوريا بأسرع ما يمكن”.

في نفس السياق، نقل عن متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قوله إن “نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة هيئة تحرير الشام”.

وذكر المتحدث: “هناك مشاكل في الحصول على موافقة هيئة تحرير الشام”، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

بدورها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، أن الاحتياجات الإنسانية في شمال غرب سوريا هائلة ولا يمكن تلبيتها إلا بتكاتف دولي

والأسبوع الماضي، قالت حكومة النظام السوري إنها مستعدة لإرسال مساعدات إلى المنطقة الشمالية التي دمرها الزلزال وتسيطر عليها إلى حد كبير “هيئة تحرير الشام”.

من جانبه، قال مصدر من الهيئة في إدلب في تصريحات له ، إن الجماعة لن تسمح بدخول أي شحنات من مناطق تسيطر عليها الحكومة، وإن المساعدات ستصل من تركيا إلى الشمال.

وقال المصدر: “تركيا فتحت كل الطرق ولن نسمح للنظام باستغلال الموقف للتظاهر بأنه يقدم المساعدة”.

من ناحية أخري أكد  مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سورية، دان ستوينيسكو، في وقت مبكر يوم الأحد، إنه ليس من الإنصاف اتهام التكتل بعدم تقديم ما يكفي من المساعدات للسوريين، في أعقاب الزلزال الذي دمر مناطق واسعة في سورية وتركيا الأسبوع الماضي.

وأضاف ستوينيسكو في تصريحات له  أن التكتل والدول الأعضاء فيه جمعوا أكثر من 50 مليون يورو لتقديم المساعدة ودعم مهام الإنقاذ والإسعافات الأولية بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري والمعارضة، على حد سواء.

وأفاد في تصريحات مكتوبة: “من غير الإنصاف تماما اتهامنا بعدم تقديم المساعدة، في حين أننا في حقيقة الأمر نفعل ذلك باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات، بل ونفعل ما هو أكثر خلال أزمة الزلزال”.

وأودى الزلزال بحياة ما يربو على 3500 شخص في سورية، التي خلفت الحرب المستمرة فيها منذ 12 عاما مئات الآلاف من القتلى بالفعل وشردت الملايين داخل البلاد وخارجها.

وحوّلت الحرب سورية إلى مناطق سيطرة متناحرة، مما جعل توزيع المساعدات صعباً حتى قبل الزلزال الذي وقع الاثنين الماضي وبلغت قوته 7.8 درجات

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن