-أجمل ما في الجزائر  في كل موسم عادات وتقاليد تعكس مدى البعد الحضاري والثقافي العتيق للجزائر.

حيث إن هذه التقاليد تكاد تكون ليست موسمية بل أسبوعية.

-مثلا أسكن في منطقة كل يوم جمعة يخرجون الشخشوخة (طبق تقليدي) صدقة، والذي عنده مشكلة، أو يريد شيء كذلك يخرج الشخشوخة، بحكم أنها أكل تقليدي وكان يأكله البسطاء وعامة الناس ذوو القلوب الصافية التي لم يختلجها الغش والنفاق، فهنا الشخص يحاكي الأجداد المخلصين، ولسان حاله، ها قد أخرجته خالصا لله لا رياء فيه ولا شبه، وهو حلال محض.

-وفي مناطق كثيرة يوم الجمعة يجعلون الطّعام ( والطعام في الجزائر له أكثر من مُسمى، الطعام البربوشة،الكسكاس) لهذا اليوم.

-وكذلك الأمر في المواسم مثل يوم الربيع وإلى يوم الناس هذا، يطبخون أكلات خاصة، وبالنسبة للأطفال يكون نصيبهم كسرة صغيرة ومزخرفة وكأنها قطعة حلوى، وتوضع في سلة صغيرة مع الورد وبعض الحلويات، ثم يمشي الأطفال مجموعات مجموعات ويتغنون أغاني الربيع، وكلها أغاني من التراث الشعبي الجزائري.

-وبالنسبة لرأس السنة الهجرية كذلك له برتكول خاص، والأمر نفسه مع ليلة المولد النبوي(نخصه بمقال بإذن الله).

-أما حلويات الأعياد وغيرها فالجميع يعرفها، حيث إن كل عيد أو موسم تختلف حلوياته عن الآخر.

-ليس هذا فقط؛

بل حتى عادات خاثة لما يولد مولود، فتكون هناك أكلات تقليدية خاصة، ليس هنا فقط؛ بل الجميل لما المولود ينبت الأسنان، هنا يكن له برتكول، وتشترك في كل العائلة (طبق الشرشم-أكلة تقليدية)، أما الختان فلا يكفي كتاب في شرح تفاصيل العادات والتقاليد، والتي منها دفن حشفة الطفل تحت شجرة سدر، ويكون هذا في محفل كبيير، تشعر في ذلك الكحفل وكأنه زفاف بنت أمير.

-والغاية من هذا كله إظهار الفرح والسرور بالمواسم، خاصة الدينية وليس إشباع الرغبات كما يتصوره البعض.

-وأكيد ستستغرب وتتفاجأ أن أعياد الأمازيغ اليوم لا تخرج عن هذا الإطار، وكنا نمارسها بصفتها أعياد تقليدية، ولا دخل للسياسة ولا الأيدي الخارجية فيها؛ ورأي الشخصي لو تتبعنا هذه الأعياد لوجدنا لها أصول كانت تمارس في أكثر من منطقة بحكم العادات.

-أما المشكلة الحقيقية فهي من الذي ربط هذه التقاليد الوطنية بعقائد بعيدة عن الشعب الجزائري.

-فالواجب اليوم تتبع ببلوغرافي لهذه الممارسات التقليدية وأكيد سنجد الثغرة التي منها تسلل العدو لِيَحِيد بهذه التقاليد عن فحواها المجتمعي التقليدي، ويجعلها امتداد لبعد عقائدي وثني.

-يتبع ..

من محمد عبد العاطي

باحث في مقارنة الأديان