بحث الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الأحد، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، بدء العمل على تصدير منتجات وسلع غذائية أخرى عبر ممر الحبوب في البحر الأسود.

وأضاف بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن الاتصال تطرق أيضاً إلى العلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو، فضلاً عن مجالات الطاقة ومكافحة الإرهاب.

وفي 22 يوليو الماضي، وقّعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية” خلال اجتماع استضافته إسطنبول.

وتضمنت الاتفاقية، التي جرى تمديدها في 17 نوفمبر الماضي، لمدة 120 يوماً إضافية، تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم.

فيما نقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين القول إن “بوتين” مع “أردوغان” ناقشا خلال الاتصال الهاتفي مشاريع الطاقة المشتركة بين بلديهما.

وذكر “الكرملين” أن الرئيسين تبادلا وجهات النظر بشأن إنشاء مركز إقليمي للغاز في تركيا.

وسبق أن اقترح “بوتين” قيام موسكو بتصدر مزيد من الغاز عبر تركيا، وتحويلها إلى مركز إمداد جديد، في محاولة للحفاظ على نفوذ الطاقة الروسية في أوروبا، وهو الاقتراح الذي أعلنت أنقرة دراسته.

وتتطلع روسيا إلى إعادة توجيه الإمدادات بعيدا عن خطوط أنابيب “نورد ستريم” الواقعة في قاع بحر البلطيق، والتي دمرتها انفجارات في الشهر الماضي وما زالت تجري التحقيقات بشأنها.

وكانت روسيا تتيح ما يقرب من 40% من إمدادات أوروبا من الغاز قبل غزو أوكرانيا يوم 24 فبراير 2022، لكنها خفضت التدفق بشدة حتى قبل الانفجارات، وألقت باللوم على مشاكل فنية قالت إنها كانت نتيجة لعقوبات الغرب.

ورفضت الحكومات الأوروبية ذلك التفسير، واتهمت موسكو باستغلال الطاقة كسلاح سياسي.

وتعاني أوروبا من أزمة غاز حقيقية مع روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف من تفاقمها في فصل الشتاء.

من ناحية أخري قال الاتحاد الأوروبي، إنه يشعر بقلق إزاء حفاظ تركيا على شراكة وثيقة مع روسيا، على الرغم من الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية القاسية ضد موسكو.

وقال “جوزيب بوريل” منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في رسالة إلى البرلمان الأوروبي، إن تعميق العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا يمثل “مصدر قلق كبير”، حسبما أوردت مجموعة “فونك ميديا” الألمانية، اليوم الأحد.

وأضافت الرسالة أن من دواعي القلق أيضاً استمرار سياسة تركيا المتمثلة في “عدم الانضمام إلى الإجراءات التقييدية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا”.

ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى تغيير سياستها التجارية تجاه روسيا وتنفيذ العقوبات الغربية المفروضة بسبب الهجوم على أوكرانيا.

وقال “بوريل” إن “سياسة تركيا (…) المتمثلة في عدم الانضمام إلى الإجراءات التقييدية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا هي مصدر قلق متزايد”.

وأوضح “بوريل” وفقاً للتقرير، أن الاتحاد الأوروبي وتركيا يشكلان اتحاداً جمركياً، يمنح حرية حركة البضائع التي تشمل السلع “ذات الاستخدام المزدوج” – وهي السلع التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية.

وحذر من أنه من المهم ألا تساعد تركيا روسيا في الإفلات من العقوبات.

يذكر أن تركيا قامت بتوسيع صادراتها إلى روسيا بشكل كبير منذ بداية حرب أوكرانيا، كما أنها تشتري النفط الروسي بشكل متزايد.

وحذر “بوريل” من أن تركيا يجب ألا تعرض على روسيا أي حلول بديلة، مشدداً على وضع البلاد كمرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، وقال إنه “من المتوقع أن تلتزم “جميع الدول المرشحة ، بما في ذلك تركيا” بالإجراءات المعتمدة

 

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن