کل شيء تحت شعاع الشمس ولم يبق هناك من شيء لا يمكن رٶيته بکل وضوح! هذا هو لسان حال الشعب الإيراني وهو يخوض غمار انتفاضته الشعبية الباسلة ضد نظام ولاية الفقيه ولم يعد بمقدور أية جهة أو طرف مشبوه أن يقوم مرة أخرى بمصادرة الثورة وحرفها عن مسارها خصوصا وإن الشباب الإيراني الغيور المنتمين لوحدات المقاومة لمنظمة مجاهدي خلق يعملون کدروع ومتاريس بوجه خناجر الغدر والخيانة ويحرصون حرصا لا مثيل له على سير الانتفاضة في مسارها الوطني التحرري حتى تبلغ مقصدها بإسقاط النظام.

التيار الديني المتطرف بقيادة خميني وبعد أن صادر الثورة الإيراني وحرف مسارها، يواجه اليوم هجوما شعبيا كاسحا من أجل إعادة الثورة إلى مسارها ونبذ کل الشوائب والفضلات التي طفت عليها، وإن حالة الخوف التي باتت تعتري قادة النظام وصاروا يعترفون علنا بأن ما قد وصفوه بأعمال الشغب، إنما هي نشاطات منظمة ومدروسة وجريئة وموجهة، ويعترفون علنا بأنهم قد ألقوا القبض على 100 من المنتفضين المنتمين إلى منظمة مجاهدي خلق، وبهذا فإنهم يعترفون ويقرون بأن ما يحدث الآن هو عين ما كان قد حدث ضد سلفهم نظام الشاه وإن مختلف شرائح الشعب الإيراني ومن خلال مشارکة رائدة ومحورية وطليعية لمنظمة مجاهدي خلق، يقفون مرة أخرى بوجه الديكتاتورية التي استخدمت غطاء الدين من أجل تبرير حکمها البغيض ويعملون من أجل إسدال الستار على جرائمها وتجاوزاتها الفظيعة.

النظام الإيراني وبعد أن جرب کل ما في جعبته من طرق ووسائل متباينة من أجل إنهاء هذه الانتفاضة حتى وصل به الحال إلى الاستنجاد بالميليشيات العميلة التابعة له في بلدان المنطقة بل وحتى بالمرتزقة، لا يعلم بأن الشعب إذا نهض مطالبا بحريته والعيش بكرامة فإنه ما من قوة بإمكانها أن تقف بوجهه، وإن التجارب المختلفة بهذا الصدد عبر التأريخ خير شاهد على ذلك.

المآسي والمصائب والکوارث التي جلبها هذا النظام على الشعب الإيراني والتي جعلت أکثر من 70% من الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر، وصارت إيران بلدا معزولا بسبب سياسات ونهج النظام ولاسيما بعد أن أصبح بؤرة الإرهاب والتطرف ومرکزه الرئيسي في العالم، فإن الشعب الإيراني إذ يستعد بکل عزم وحزم وقوة من أجل استرداد زمام المبادرة من النظام وإعادة الوجه الحضاري المشرق لإيران، فإنه عازم أشد العزم على عدم التوقف في انتفاضته ومواجهة الهجمات الشرسة اليائسة والبائسة للنظام من أجل إلقاء الخوف والرعب في نفوس المنتفضين ولکن وبحسب التقارير الصادرة من داخل النظام وتحديدا من داخل قيادة الحرس الثوري الإيراني، فإن القوات القمعية التي تهاجم المنتفضين هي التي دب في قلوبها الرعب وباتت تفقد معنوياتها أمام العزم والإصرار الشعبي على الاستمرار في الانتفاضة وتحدي النظام ورد الصاع له صاعات.

في هذه الانتفاضة، كان دور النساء والفتيات بارزًا ومحوريًا  وهذا ما اعترف به مسئولو النظام ووسائل إعلامه مرارا وتكرارا وعبّروا عن خوفهم ورُعبهم من الدور الذي تلعبه النساء. بالطبع هذا الدور لم يأت عفويا بين عشيّة وضُحاها.

نعم هؤلاء الفتيات اليوم يتظاهرن بشجاعة فائقة في الشوارع ويهتفن «الموت لخامنئي والموت للديكتاتور والموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم أي خامنئي» وهن اليوم قد زلزلن أركان نظام الملالي.

*عضو لجنة شؤون المرأة‌ فی المجلس الوطنی للمقاومة‌ الإیرانیة

من سعيد المرتضي سعدي

باحث الدكتوراه، جامعة شيتاغونغ الحكومية، شيتاغونغ، بنغلاديش مدير، مدرسة الحضارة الإسلامية.