كشف مسئول أمريكي رفيع المستوى عن اتخاذ السعودية خطوات بناءة من أجل تهدئة البيت الأبيض الذي أعرب عن غضب لافت من قرار تحالف “أوبك+” خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من شهر نوفمبر/ الجاري، أي قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وبعد قرار الخفض، توعد المسئولون الأمريكيون، وعلى رأسهم الرئيس “جو بايدن”، بـ”إعادة تقييم العلاقات” مع السعودية، واتهموها بالانحياز لروسيا في غزوها لأوكرانيا.

في مقابل ذلك، ردت وزارة الخارجية السعودية بأن قرار خفض الإنتاج اتخذ بناءً على حاجة السوق، مؤكدة أنه “لا تقبل الإملاءات”.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن المسئول الذي لم تسمه، قوله إن تبعات الغضب وعدم عدم الرضا الأمريكي الذي تم إعلانه بوضوح من قرار تخفيض إنتاج النفط بدأت بالظهور.

وتحدث المسئول عن خطوات سعودية لامتصاص الغضب الأمريكي قائلا: “رأينا أن السعوديين تفاعلوا بطرق بنّاءة”.

وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم من التلويح بـ”العواقب والغضب في البيت الأبيض من الرياض، فإن إدارة الرئيس جو بايدن غير مرتاحة تجاه ردود الفعل الحادة داخل الولايات المتحدة تجاه تصريحاتها”.

وأوضحت أن “البيت الأبيض ورغم التحرك سريعاً للاستجابة، يظهر مؤشرات على منح مزيد من الوقت كي يتاح للسعوديين العودة إلى المسار السابق والحفاظ على العلاقات الثنائية الأمنية القوية”.

وذكرت الصحيفة أن مرور وقت إضافي يتيح للسعوديين رأب الخصومات وتهدئة أي استجابة أمريكية.

ولفتت إلى أن “مؤشراً أساسياً على ذلك قد يظهر الشهر المقبل، تزامناً مع جلسة للاتحاد الأوروبي حول حظر واردات النفط الخام الروسي المشحونة بحراً، يليها بعد شهرين حظر على كافة المنتجات النفطية الروسية، بالإضافة إلى خطة أمريكية لوضع حد لأسعار الطاقة الروسية”.

ويرى مسؤولون أن “أي نقص في الأسواق قد ينشأ من هذه الإجراءات قد يكون مدفوعاً من قرار سعودي برفع الإنتاج”، بحسب الصحيفة.

فيما ربطت مصادر مطلعة بين الجنوح السعودي تجاه التهدئة مع واشنطن وبين تصاعد التهديدات الإيرانية تجاه المملكة والذي ظهر في تشتت الحوثيون تجاه جهود تجديد الهدنة في اليمن وبين صمت واشنطن تجاه هذه الخطوة التي يمكن ان تفتح الباب علي مصراعيه أمام حلفاء طهران لإعادة قصف مدن المملكة

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن