حذر باحثون في المفوضية الأوروبية من أن الجفاف الذي يجتاح معظم دول الاتحاد الأوروبي هو الأسوأ منذ 5 قرون.

كبير الباحثين في مجلس البحوث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية أندريا توريتي قال أمس الثلاثاء:

في الوقت الحالي، يبدو أن هذا هو العام الأسوأ منذ 500 عام، وهو حتى أسوأ مما كان عليه في عام 2018.

وأضاف أن عام 2018 كان شديد الحرارة لدرجة أنه بالنظر إلى القائمة الخاصة بالأعوام الـ500 الماضية،

لم تكن هناك أحداث أخرى مماثلة، نظرا لتفاقم الطقس الحار والجاف منذ أربع سنوات،

مشيرا إلى أن معظم أوروبا معرضة لموجات الحر والطقس الجاف والذي يؤثر على إنتاج الغذاء والطاقة ومياه الشرب والحياة البرية. 

في هذا السياق، تؤكد المفوضية الأوروبية أنّ ما يقرب من نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تخضع حاليا لحالة تأهب قصوى وهي الأشد،

مما يعيق الزراعة وإنتاج الطاقة وإمدادات المياه.

كما أظهرت أحدث البيانات من المرصد الأوروبي للجفاف (EDO) أن حوالي 45% من أراضي الكتلة الأوروبية تحت ظروف «تحذير»،

وهي الثانية من فئات الجفاف الثلاث، خلال الأيام العشرة التي سبقت 20 يوليو الماضي.

وكان الشهر الماضي أحد أكثر شهور يوليو حرارة في العالم على الإطلاق، وفق ما ذكرت أمس الثلاثاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف.

المتحدثة باسم المنظمة كلير نوليس قالت في مؤتمر صحافي، شهد العالم لتوه شهرا من أكثر شهور يوليو الثلاثة حرارة على الإطلاق. وبالطبع، كما نعلم جميعا، أصابت موجة حر شديدة وطويلة للغاية بعض أجزاء من أوروبا.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنّ 17% من الأراضي في الاتحاد الأوروبي وصلت إلى حالة «التأهب» الأشد، ارتفاعا من 15%،

وهذا لا يعني فقط جفاف التربة بعد قلة الأمطار، ولكن النباتات والمحاصيل تعاني أيضا.

وحذر مكتب مرصد الجفاف الأوروبي التابع للمفوضية الأوروبية في يوليو الماضي من أنّ المزيد من توقعات الطقس الجاف للعديد من البلدان في أغسطس وسبتمبر «تضيف مخاوف إلى الوضع الحرج للغاية بالفعل،

وإذا ما تم تأكيدها،

فإنها ستؤدي إلى تفاقم مشكلة الجفاف والتأثيرات على الزراعة والطاقة وإمدادات المياه». 

وتنخفض مستويات المياه في الأنهار والبحيرات والخزانات في جميع أنحاء أوروبا الغربية، إلى حد الوصول إلى الجفاف، مما يشكل ضغطا على إمدادات مياه الشرب،

ويعيق السياحة ويهدد غلة المحاصيل،

 تماما كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وشهدت معظم دول جنوب وجنوب غرب أوروبا موجات حر متتالية منذ يونيو الماضي،

وتجاوزت الحرارة في بعض المناطق الدرجة القياسية ما أدى لاندلاع حرائق ضخمة وجفاف بعض الأنهار والبحيرات.