يقول الداعية الشيخ أحمد القطان، رحمه الله «ويقدر الله (سبحانه وتعالى) بعد ثلاثة شهور أن نلتقي برئيس الخلية (الشيوعية) الذي ذهب إلى مصر وغاب شهرًا ثم عاد.

وفى تلك الليلة أخذوا يستهزئون بأذان الفجر، كانت الجلسة تمتد من العشاء إلى الفجر، يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل التفسير المادي للتاريخ، والاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال، ثم يقولون كلامًا أمرره على فطرتي السليمة التي لا تزال نقية صافية فلا يمر، أحس أنه يصطدم ويصطك، ولكن الحياء يمنعني أن أناقش، فأراهم عباقرة، مفكرين، أدباء، شعراء، مؤلفين، كيف أجرؤ أن أناقشهم! فأسكت!

ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر، فلما قال: الله أكبر أخذوا ينكتون على الله! ثم قال: لما قال المؤذن أشهد أن محمدًا رسول الله أخذوا ينكتون على رسول الله صلى الله عليه وسلم!

وهنا بدأ الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلى، وإذا أراد الله خيرًا بعد أن أراه الظلمات يسر له أسباب ذلك؛ إذ قال رئيس الخلية: لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع عبد الرحمن الأبنودي (الشاعر الشعبي بمصر)، وهو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقًا كاملاً.

فقلت: عجبًا، ما علامة ذلك؟!

قال: إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضًا! وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه، هكذا يقول، والله يحاسبه يوم القيامة، فلما قال ذلك نزلت ظلمة على عيني وانقباض في قلبي وقلت في نفسي: أهذا فكر؟! أهذه حرية؟! أهذه ثورة؟! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي!

ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له: يا أستاذ! ما دمت أنت ترى ذلك، فلماذا لا تدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال: إنني ما أزال أعانى من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية، وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جميعًا.

ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي؛ إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء».

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت