منعت قوات الاحتلال الصهيوني ظهر اليوم الجمعة إخراج جثمان الزميلة شيرين أبو عاقلة من المستشفى الفرنسي وقمعت مسيرة التشييع وضربت المشيعين.

وأخضع الاحتلال الصهيوني بعض جنوده للتحقيق حول اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وفي الوقت ذاته مارس التضييق على ترتيبات جنازتها، وبينما ظهرت للعلن شهادات جديدة حول الجريمة دخلت واشنطن على الخط وعبرت عن موقف جديد.

وقتلت مراسلة قناة الجزيرة الأربعاء بالرصاص، أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الصهيوني للضفة الغربية.

واتهم شهود القوات الصهيونية بقتل الصحفية، وسط مطالبات بتحقيق مستقل في الحادث.

وسيدفن جثمان شيرين في مقبرة بالقدس القديمة، حيث دفن والداها، ويتوقع أن تسير حشود كثيرة من الفلسطينيين في جنازتها.

واندلعت اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين وقوات صهيونية صباح اليوم خلال اقتحامها لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية.

مشاهد مؤثرة للحظة وداع شيرين أبو عاقلة قبل مراسم تشييع رئاسية

وأفاد مدير مستشفى ابن سينا بأن سبع إصابات برصاص الجيش الصهيوني أحدها خطيرة وصلت المستشفى،

مشيرا إلى أن جميع الإصابات التي تم التعامل معها كانت بالرصاص الحي.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عن رغبة في إحالة ملف قتل شيرين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي كلمة ألقاها خلال مراسم لتشييع شيرين حضره آلاف الأشخاص، أعلن عباس أن الكيان الصهيوني «تتحمل المسؤولية الكاملة» عن قتلها.

واتهمت قناة الجزيرة القوات الصهيونية بقتل مراسلتها عمدا. ووصفت ما حدث بأنه «جريمة بشعة متعمدة». وتعهدت بملاحقة مرتكبيها.

وفيما ادعى الكيان أن مسلحين فلسطينيين ربما أطلقوا عليها الرصاص،

نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤول في الجيش الصهيوني، قوله إن الجيش يحقق في احتمال أن تكون الرصاصة القاتلة قد أطلقها أحد جنوده.

وكشفت صحيفة هاآرتس الصهيونية عن تفاصيل تحقيق للجيش الصهيوني،

لا يستبعد مسؤولية عناصر من وحدة المستعربين في الجيش عن قتل أبو عاقلة.

وكانت منظمة بيت سيلم نشرت مقطعا مصورا قالت إنه يدحض الرواية الصهيونية،

وإن الاشتباك بين مسلحين فلسطينيين والجيش الصهيوني جرى في مكان آخر.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف.

وأثار مقتل شيرين تضامنا واسعا في الأوساط الصحفية العربية ولدى منظمات صحفية دولية،

فيما نظم صحفيون ونشطاء في تونس والأردن والعراق ولبنان احتجاجات واعتصامات تنديدا بقتلها.

وأبو عاقلة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية وتبلغ من العمر 51 عاما، كانت من أكثر المراسلين المحبوبين وذوي الخبرة في المنطقة.

https://twitter.com/MohamdNashwan/status/1525064808399310850

من هي شيرين أبو عاقلة؟

وكان نعش الصحفية المغطى بالعلم الفلسطيني قد أحضر إلى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله. واصطفت حشود من المعزين في شوارع الضفة الغربية بينما مر الموكب.

وأشاد عباس بها، واصفا إياها بـ«شهيدة الكلمة الحرة» التي «ضحت بحياتها» دفاعا عن القضية الفلسطينية.

وقال نحمّل سلطات الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن مقتلها ولن يتمكنوا من إخفاء الحقيقة في هذه الجريمة.

وأضاف أن السلطة الفلسطينية رفضت عرضا صهيونيًا بإجراء تحقيق مشترك «لأننا لا نثق بهم»، وأنها «ستذهب فورا إلى محكمة الجنايات الدولية لتعقب المجرمين».

ولم يصدر رد فوري من المحكمة الجنائية الدولية أو الحكومة الصهيونية التي لا تعترف بسلطة المحكمة.

ويرفض الكيان الصهيوني التعاون مع التحقيق في جرائم حرب محتملة في الأراضي المحتلة.

جدارية تكريما لصحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مدينة غزة في 12 مايو 2022

وزعم رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت أن السلطة الفلسطينية تمنع «حتى الوصول إلى النتائج الأساسية التي ستكون ضرورية من أجل الوصول إلى الحقيقة».

وحذّر السلطة الفلسطينية من «عدم اتخاذ أي خطوة من شأنه أن يعرقل التحقيق أو يشوهه”.

لكن وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس قال إنه من الممكن أن يكون «الفلسطينيون هم من أطلقوا النار عليها» أو «قد يكون ذلك من جانبنا، وهي مآساة».

وأضاف النتائج الأولية التي توصلنا إليها من التحقيق حتى الآن لا يمكن أن تشير إلى إطلاق النار على شيرين،

ولا يمكنني استبعاد أي خيار بسبب الفوضى العملياتية على الأرض.

وكانت شيرين ترتدي سترة زرقاء، عليها كلمة «صحافة» واضحة،

عندما توجهت إلى مخيم جنين للاجئين في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء لتغطية حملة دهم قام بها الجنود الإسرائيليون.

وقال الجيش الصهيوني إنه خلال العملية، أطلق العشرات من المسلحين النار باتجاه الجنود وألقوا عبوات ناسفة،

فرد الجنود بإطلاق النار على المسلحين.

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت