مع بداية الأسبوع الحالي تفاجئ البعض والسعوديين على وجه الخصوص بألسنة اللهب تتصاعد من خزانات وقود تابعة لأرامكو السعودية في جدة بعد تعرضها لهجمات الحوثيين الجمعة 25 مارس، ولم تكن هذه هي المرة الأولي، ولكن جاءت هذه المرة تحديدا بعد الحديث عن جمود في العلاقات الأمريكية السعودية وعدم رضوخ السعودية لأغراق السوق بالنفط لتعويض النقص الذي ستخلفه روسيا بسبب الحرب، فهل للولايات المتحدة دور في هذه الهجمات؟، أو على الأقل هل اعطت الضوء الأخضر للحوثي بها؟

 

البداية:

البداية عندما عادت جماعة الحوثي في اليمن، إلى استهداف المنشآت النفطية السعودية، وإن كان بصورة أكثر تصعيدا هذه المرة، إذ وصل الحوثيون إلى استهداف منشآت نفطية حيوية في العمق السعودي، وقد أثارت المقاطع المصورة التي حفلت بها وسائل التواصل الاجتماعي، للحرائق المشتعلة في خزانات وقود سعودية، تساؤلات عما إذا كان تصعيد الحوثيين ضد السعودية، قد دخل مرحلة جديدة، وعن لماذا جاء التصعيد في هذا التوقيت تحديدا؟.

وكانت حركة أنصار الله الحوثية في اليمن، قد أعلنت أنها استهدفت، الجمعة 25 مارس، منشآت شركة أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في العاصمة السعودية الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وقالت الحركة، إنها قصف أهدافا حيوية وهامة، في مناطق جيزان وظهران الجنوب، وأبها، وخميس مشيط بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية، في حين أظهرت مقاطع مصورة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتم التحقق منها، اشتعال النيران في خزانات الوقود، التابعة لأرامكو في ضواحي جدة.

 

مرحلة حساسة:

ويأتي استهداف الحوثيين للمنشآت النفطية السعودية، بهذه الدرجة من التصعيد، في مرحلة حساسة بالنسبة لسوق الطاقة العالمي، خاصة سوق النفط وفق مسؤولين سعوديين، وخبراء في الطاقة، إذ أثرت الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، والتي دخلت شهرها الثاني، على سوق النفط العالمي وأدت إلى ارتفاع أسعار الخام، بصورة غير مسبوقة، في وقت تجهد فيه أوروبا، في البحث عن مصادر بديلة للنفط الروسي، الذي تعتمد عليه بصورة كبيرة تمهيدا للاستغناء عنه، وعينها في ذلك على النفط السعودي، الذي ربما يكون بديلا.

غير أن السعودية الغاضبة من انتهاج واشنطن، سياسة المتفرج، تجاه الهجمات التي تتعرض لها، في وقت تطالبها فيه بزيادة الانتاج وخفض الأسعار، أكدت من جانبها، على أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من قبل جماعة الحوثي.

 

قدرة الإنتاج:

ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله، إن الهجمات التي تتعرض لها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما، من قبل الحوثيين، تترتب عليها آثار وخيمة، على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، وسوف يفضي ذلك إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.

وكانت عدة تقارير، قد أشارت إلى حالة من التبرم، لدى حلفاء واشنطن في الخليج، في ظل متابعتهم للمواقف الأمريكية تجاه الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وهو ما يعزز وفقا للتقارير قلقهم، من إمكانية التعويل على دعم حليفهم الأمريكي في وقت الشدة وفي وقت تسود فيه مخاوف لدى حلفاء واشنطن في المنطقة من قرب التوصل لاتفاق نووي بين طهران وواشنطن واحتمالات رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تعزيز سلطة إيران في منطقة الخليج.

وقالت شبكة “فوكس نيوز”، إن الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون الجمعة 25 آذار/مارس على مستودع نفطي سعودي كبير، أدى إلى زيادة مشاعر الغضب والإحباط في أوساط العديد من الحلفاء الإقليميين الرئيسيين تجاه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

مواقف مغايرة:

وكانت تغريدة للسيناتور الأمريكي الجمهوري، جيم ريتش، كبير أعضاء لجنة العلاقات الدولية التابعة للكونغرس الأمريكي، قد أثارت مزيدا من التفاعل إذ انتقد فيها إدارة الرئيس، جو بايدن، بعد الهجوم الأخير للحوثيين على المنشآت النفطية السعودية.

وقال ريتش في تغريدته: “في الوقت الذي تنظر فيه إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري الإيراني، من قائمة الإرهاب، يقوم الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن بمهاجمة شركائنا الخليجيين دون عقاب.. الإدارة (الأمريكية) ساذجة بشكل خطير في مواصلتها السعي وراء اتفاق سيء مع إيران”.

ووفقا لمراقبين فإن هناك مخاوف حقيقية، في المنطقة العربية، من تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران، إثر توقيع الاتفاق النووي، ورفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، إذ سيؤدي ذلك إلى تدفق مليارات الدولارات على النظام الإيراني، وهو ما سيتم استخدامه من قبل طهران، في دعم وتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة،.