الدبلوماسية الأمريكية تعيش أحط عصورها، فهي تؤكد بشدة أن معلوماتها الاستخبارية تفيد بأن بوتين قد أعطى الأوامر بغزو أوكرانيا،

كما تؤكد في نفس الوقت وبإصرار أنها لن ترد عسكرياً أبداً، وسيقتصر ردها هي والاتحاد الأوربي على العقوبات الاقتصادية فحسب!

كما تؤكد كمالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي في ألمانيا عدم التفكير في الحل العسكري،

بل وتفسر ذلك بأن جيش أمريكا وجيوش الاتحاد في حاجة إلى الراحة وترتيب أوضاعها -تقصد بعد علقة أفغانستان الساخنة-

وكان خطابها هذا في ألمانيا لأنها الأكثر تضرراً من ناحية امدادات الغاز الروسية بنسبة ٣٠% على الأقل من احتياجاتها السنوية.

في الحقيقة فإن أمريكا تقدم دعوة مفتوحة وملحة للقيام باحتلال أوكرانيا،

وأياً كان ما يقوله المحللون -بل وما دار بخلدي شخصياً- بأن أمريكا تريد توريط روسيا بالفعل؛

 إلا أن روسيا بقيادة بوتين ومن خلفه من منظرين ومستشارين؛ هم أشد مكراً ودهاءً من إدارة بايدن وكل الطاقم المهترئ خلفها،

ولن يقوم بوتين إلا بما تمليه عليه مصلحته الشخصية ومصلحة بلاده ككيان مبهم سياسياً يحكمه نظام الشمولية الجديدة التي يمثلها بوتين ببراعة.

سياسة المد والجزر

ما يحدث في المشكلة الروسية الأمريكية الحالية هو درس في إدارة الصراعات الجيوستراتيجية؛ إذ تتقدم روسيا في الفراغ الذي تخلفه الولايات المتحدة بقوة بعد سنوات من الزحف البطئ.

من عبد الرحمن محمد جمال

مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.