إن رصد السلوك الحربي للكتلة الانكلوساكسونية

مثال جيد لرسم مصفوفة الاحتمالات الصلبة في غياب المعلومة الصلبة

ومنه امكانية التنبؤ باتجاه المسارات العسكرية والدبلوماسية و مجالات التفاوض …

يبدو لحد الآن أن الإستراتيجية الانكلوساكسونية تقوم على خمس مرتكزات

١- هندسة العقيدة العسكرية لتحديد نقاط الارتكاز العقدية أو الأيديولوجية للحرب وعلى أساسه ترسم العقيدة العسكرية المقابلة.

٢- هندسة خريطة الحلفاء لتحديد المهام والأدوار وعلى أساسها ترسم التفاهمات الإستراتيجية التي تحدد التموضعات الدولية بعد الحرب.

٣- هندسة شبكة المصالح لتحديد بنك الأهداف الإستراتيجية وعلى أساسه تبرم عقود الهدم والاعمار.

٤- هندسة غرفة العمليات الدولية والتي من خلالها تحدد الأدوار القيادية التي تنفذ الخطط الحربية للحلف الجديد.

٥- في المقابل عندنا تحديد سلوك بوتن وأثره… (سأكمل لاحقا).

نقف هنا قليلا،

انتبهوا لأهمية العقيدة العسكرية وأثرها في مجريات الحرب

الآن العالم ومنذ بداية التدخل الدولي يقال: (سلوك «الحلف» مقابل سلوك «بوتن») وليس سلوك الحلف الشرقي أو حتى السلوك الروسي.

والحقيقة أن التنبؤ بمآل الصراع يبدو منطقيا إذا وصلت القناعات أن الحرب العالمية ضد شخص مريض نفسيا يعرض شعبه والبشرية للهلاك وعدم الاستقرار.

فستكون قوة التجنيد والاستقطاب والالتزام هائلا ومن هذه النقطة يبدأ النصر أو تلوح الهزيمة.

وعلى هذه القناعة ستبنى العقيدة العسكرية للحلف الجديد الذي يشكله الانكلوساكسون في هذه اللحظة.

لقد لاحظت من خلال مصفوفة الرصد أن اجتياح أوكرانيا لم يكن خطا احمر.

فكذلك من خلال المصفوفة أعلاه يمكنني القول إن تحرير أوكرانيا ليس أعلى أولويات بنك أهداف الحلف الانكلوساكسوني.

وأظن أن تفكيك طموح بوتن أولوية عند الحلفاء لحد الآن فالحلف لازال لم يكتمل وقد تنضم اليه حتى الصين في حالة ما وجدت أسواقها في المزاد أيضا.

 فالمعادلة التي ستقلب الموازين في هندسة الحلفاء في نظري هي (إما سوق بوتن سيدخل في المزاد أو سوق غيره)

ومن خلال ما وصلت إليه من رسم العقيدة العسكرية للمشروع الصيني لا أظن أن الصين ستخاطر بإجهاض مشروع نهضتها الوليد من اجل عيون بوتن.

فطريق الحرير بخطيه المائي والبري تحت سيطرة الانكلوساكسون وحجم الاستثمار المالي للصين في أفريقيا كله سيتبخر في عملية تحريك مليشيات التخريب فقط .

ما هو مؤكد أيضا أن بوتن لم يستنفد أوراقه بعد ولازال عنده هامش كبير من المناورة السياسية والعسكرية

وأظن أن مشكلة بوتن ليست في التصعيد ولكن ستكون في قدرته على التراجع إذا تبين انه أخطأ فيتدارك ترميم عقيدة جيشه القتالية.

وأخيرًا أظن أن التركيز على مصفوفة التحليل أعلاه و تفعيلها أهم من تحليلي الخاص قولا واحدا.

يتبع..