اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، بنشر قوات إضافية على الحدود الأوكرانية رغم إعلانها عن انسحاب عسكري جزئي، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة 18 فبراير/شباط 2022، إنه “لا يوجد ما يشير إلى انسحاب القوات الروسية”، وذلك خلال كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انطلقت أعماله الجمعة، ويستمر على مدى 3 أيام، بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا.

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.

الوزير الأمريكي أضاف أنه “على العكس من ذلك، نرى قوات إضافية تتجه إلى الحدود، بما في ذلك قوات متطورة، وسيكون ذلك جزءاً من أي عدوان”، كما تابع قائلاً: “لذلك، يجب أن نكون على علم بذلك، يجب أن نكون يقظين للغاية”.

بلينكن أشار إلى أن “الدول الغربية لديها رغبة في إيجاد حل دبلوماسي، إلا أنها مستعدة أيضًا للرد بفرض عقوبات إذا شنت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا”.

كما أكد الوحدة بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين وحلفائها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” لمواجهة تهديدات روسيا وعدوانها المحتمل.

ومؤخراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال “شنت هجوماً” على أوكرانيا.

كذلك، حمّلت الولايات المتحدة، روسيا مسؤولية الهجمات الإلكترونية التي استهدفت العديد من المواقع العسكرية الرسمية ومصرفين حكوميين في أوكرانيا.

مستشارة البيت الأبيض لعمليات القرصنة المعلوماتية آن نويبرغر، قالت في تصريح صحفي، إنه ليست هناك معلومات حول هجوم سيبراني روسي وشيك على الولايات المتحدة، “إلا أننا مستعدون لجميع الحالات الطارئة”، بحسب موقع “الحرة” الأمريكي.

في المقابل، كشفت نويبرغر أن روسيا هي المسؤولة عن الهجمات السيبرانية التي استهدفت مصرفين في أوكرانيا، الثلاثاء، وذلك مع بلوغ التوتر ذروته مع موسكو.

كما أوضحت المسؤولة الأمريكية: “نعتقد أن روسيا شنت هجمات سيبرانية ضد الجيش ومؤسسات حكومية أوكرانية بهدف الحصول على معلومات استخباراتية تحضيراً لاجتياح عسكري”.

في الجهة المقابلة، نفت الرئاسة الروسية “الكرملين”، في بيان، أي مسؤولية لها عن تلك الهجمات.

في السياق نفسه، أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن اعتقاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قراراً بغزو أوكرانيا.

كما أضاف:  “لدينا ما يدعونا لاعتقاد أن القوات الروسية تخطط وتنوي مهاجمة أوكرانيا في الأسبوع المقبل، في الأيام المقبلة”.

في وقت سابق من الجمعة، أعلن الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا، بدء إجلاء سكان منطقتهم إلى جنوب شرقي روسيا، في تحرك مثير للدهشة في صراع يعتقد الغرب أن موسكو قد تستخدمه ذريعة لتبرير غزوها لأوكرانيا، وذلك وسط تصاعد عمليات القصف.

حيث قال دينيس بوشيلين، رئيس ما تسمى جمهورية دونيتسك الشعبية، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن موسكو وافقت على توفير الإقامة للسكان المغادرين، على أن يتم إجلاء النساء والأطفال وكبار السن أولاً.

بوشلين أضاف: “اعتباراً من اليوم 18 فبراير/شباط، تم تنظيم عمليات إجلاء جماعي للسكان إلى روسيا الاتحادية”.

بينما لم يصدر أي تعليق من المسؤولين الروس أو من كييف، وقال شاهد من وكالة رويترز في دونيتسك، إنه لا توجد مؤشرات على الإجلاء حتى الآن.

في السياق ذاته، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر وزير الطوارئ، الجمعة، بالتوجه إلى جنوب شرقي روسيا؛ لتوفير الإعاشة للسكان الذين يغادرون منطقتين تعلنان أنهما جمهوريتان مستقلتان في شرقي أوكرانيا.

إذ نقلت الوكالة عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، قوله: “أصدر بوتين تعليماته إلى (الوزير) بالتوجه بشكل عاجل إلى منطقة روستوف لتنظيم… العمل لتوفير متطلبات الإعاشة وتقديم وجبات ساخنة وكل شيء تدعو إليه الحاجة وضمن ذلك الرعاية الطبية”.

في وقت سابق من يوم الجمعة، شهدت منطقة الصراع بشرق أوكرانيا أعنف قصف مدفعي منذ سنوات، فيما تبادلت الحكومة في كييف والانفصاليون الاتهامات بالمسؤولية. وتقول دول غربية إن القصف، الذي بدأ، الخميس، واحتدم في يومه الثاني الجمعة، يأتي في سياق اختلاق ذريعة للغزو.

يشار إلى أنه يُعتقد أن ملايين المدنيين يعيشون في منطقتين يسيطر عليهما المتمردون بشرق أوكرانيا ومعظمهم ناطقون بالروسية وكثير منهم حاصلون بالفعل على الجنسية الروسية.