أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نقل أعمال سفارة بلاده في العاصمة الأوكرانية كييف، إلى مدينة لفيف غرب أوكرانيا بشكل مؤقت، وسط أنباء تداولتها وسائل إعلام أمريكية تفيد بأن موسكو بدأت بحشد قواتها في مواقع هجومية، وأن هجوم روسيا “المتوقع” على كييف قد اقترب من نقطة الصفر.

كانت واشنطن قد أبلغت كييف في وقت سابق، أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا قد يبدأ الثلاثاء 15 فبراير/شباط، على أقرب تقدير.

قناة CBS الأمريكية نقلت مساء الإثنين عن مسؤول أمريكي، قوله إن “صور الأقمار الصناعية تُظهر نقل الجيش الروسي وحدات مدفعية وقاذفات صواريخ إلى مواقع هجومية”.

فيما قالت شبكة CNN الأمريكية نقلاً عن مصادر استخباراتية أمريكية، إن القوات الروسية دخلت مرحلة الإعداد النهائي لاستخدام خيار عسكري ضد أوكرانيا، وإنها نشرت قوات النخبة الأكثر احترافية قرب حدود أوكرانيا.

كانت أوكرانيا حجر الزاوية في الاتحاد السوفييتي وثاني أكثر الجمهوريات السوفييتية الخمس عشرة قوة من حيث عدد السكان بعد روسيا/ Istock

في الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة غلق سفارتها في العاصمة كييف، ونقل العدد القليل من الموظفين الدبلوماسيين المتبقين إلى لفيف، وهي مدينة تقع في غرب البلاد.

وقال بلينكن، في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للخارجية الأمريكية: “ليس لديّ أولوية أعلى من سلامة وأمن الأمريكيين حول العالم، ومن ضمنهم زملاؤنا العاملون بمراكزنا في الخارج”.

وأوضح الوزير الأمريكي أن سفارة بلاده “ستظل تعمل مع الحكومة الأوكرانية، لتنسيق العمل الدبلوماسي في أوكرانيا. كما نواصل جهودنا الدبلوماسية المكثفة لتهدئة الأزمة”.

فيما حث بلينكن بشدةٍ جميع المواطنين الأمريكيين الموجودين في أوكرانيا على مغادرة البلاد على الفور.

من جانبها قالت وكالة رويترز، مساء الإثنين، إن مرتزقة من الروس على صلة بجواسيس لموسكو، عززوا وجودهم في أوكرانيا.

وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية غربية بارزة، تأكيدهم تحديد هويات مرتزقة روس بأوكرانيا، وذلك في تعزيز لمعلومات استخباراتية سبق أن نشرتها واشنطن وافترضت نية موسكو شن عملية “زائفة” داخل أوكرانيا؛ لتبرير غزوها.

حيث قالت المصادر الأمنية إن المرتزقة ينتشرون من شركات عسكرية روسية خاصة لها روابط وثيقة بجهاز الأمن الاتحادي الروسي، وجهاز المخابرات العسكرية الروسي (جي.آر.يو).

وأضافت أن ضابطاً سابقاً بجهاز المخابرات العسكرية يعمل مع مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، كان من بين الذين نُشروا في الأسابيع الأخيرة بأوكرانيا.

وأوضحت أن الضابط السابق ذهب إلى دونيتسك، وهي إحدى منطقتين يسيطر عليهما انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا منذ عام 2014.

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وسط تحذيرات أمريكية من إمكانية اندلاع حرب في أي وقت. وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.

فيما ترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.