الرسالي قدري البقاء، والأيديولوجي دنيوي يخضع القوانين القوة والمتداولة بحكم طبيعتها  المتغيرة والمتطورة لا لطبيعة من يملكها  والتي هي مشاع للكل  ولا تكفل البقاء.

تعلمنا أن المخاطر نوعان،

مخاطر وجودية وقدرية

ومخاطر إجرائية وقتية، يطلق عليها مخاطر شرعية الوجود الوقتي،

ولكل منهم أسئلة،

فالأسئلة الوجودية القدرية، هي من تكفل سر البقاء أو الفناء، ولارتباط الجماعات بالإسلام..

فالقول بموتها، قول حقيقي، فالتاريخ أثبت انقضاء حقبة النبوة والبلاغ، بعد تمام الإجابات المؤسسة،

ثم الخلافة الراشدة بعد تمام التطبيق الأرشد، ثم الأمويين، ثم العباسيين والسلاجقة، والعثمانيين..

وبقى الإسلام وكل إجابة خاطئة أو ناقصة كما الأمويين والعباسيين والسلاجقة والعثمانيين تقضى بفناء المجيب على السؤال الموجود،

والأسئلة المستجدة أي الأسئلة الوقتية، أو الشرعية الوقتية، وبزوغ غيره، لأن الإسلام دين ورسالة، وليس أيديولوجيا..

وهنا السر في الإجابات الخاطئة، أو الناقصة، لأسئلة الشرعية الوقتية، أو الظرفية..

فبينما كانت الإجابات إجابات منطلقة من تغير الشرعية الرسالية لشرعيات إمبراطورية،

أو غلب حظ الإمبراطورية على الشرعية، فانحرفت عن الإجابات الحقيقية للسؤال الموجود الشرعي الوقتي، أو الظرفي.

ولهذا كل قول أو تبنى للنهوض عبر منظور أيديولوجية وليس رسالي ولو بزغ وعلا لحين محكوم عليه بالفناء، أو الضمور،

وانتقال الأمر لغيره حتى يأتي من ينطلق انطلاق رسالي لا أيديولوجي.

لأننا اليوم، لا نتفق أن الرسالي هو الأساس الباقي، لأنه الجزء القدري من التاريخ، والذي لا يموت، ولا يفنى ولا تجرى عليه قوانين الأيديولوجيات

التي غلبت على حظوظنا التنظيمية والعملياتية، التي ننطلق منها أكثر من انطلاقها رساليا.

لهذا الكتاب والسنة، بعد حفظ الله لهما، ووفاء الصحابة بصونهما، كأمانة قبل التطبيق،

بقى الصحابة وتراثهم، وبقى مالك والشافعي وأحمد وأبو حنيفة وابن تيمية وابن حجر،

وغيرهم كثير، لأن ما تركوه تعلق بالرسالة، ولم يتعلق بالأيديولوجي،

فبينما الرسالة مع انسداد الأفق كان أداء الأمانات والتي لا تضيع، والأيديولوجي أملى على أهله الميكايفيلية والتي تؤدى الوظيفة الوقتية وتموت.