التغيير والإصلاح ليس معجزة خارقة تتطلب وجود رسول معصوم لكن اليأس والقنوط يتطلب وجود قلب أساء الظن بالله ومن ثم تعاقد مع الشيطان فقبل نزغه واستسلم لمفردات ضلاله.

أكبر مفردة تأتي على العقول وتتناولها الألسن كلمة أو جملة وجوب تغيير الواقع الذي نعيش فيه،

متناسين توجيهات القرآن الكريم بأن الله عز وجل حدد السبيل القويم لإتمام عملية الإصلاح والتغيير وهي:

حَتّى يغَيروا ما بِأَنْفٌسِهِم.

وهنا لمحة جميلة ورقراقة يجب أن يستقر عليها القلب وهي أن إدراك القلب بالحنين للتغيير ومعايشة الألم من الواقع الذي يجب أن يتغير بنا لا بغيرنا.

حتى يغيروا ما بأنفسهم.

استعمل القرآن مفردة أنفسهم ولم يقل عقولهم أو قلوبهم..

وهنا دلالة على أن إصلاح النفس اشمل وأعم وأسلم من إصلاح العقل الذي هو فرع من عملية إصلاح ما في النفس من علل أو حيل .

إذا تكلمت مائة عام ولم تشعر بألم وحنين الشوق الفاعل للتغيير أو محبته المحبة الحاملة على ترك معايشة باطل أو صحبته

سوف يبقى الغد مثل الأمس بلا فائدة مرجوة إلا دغدغة المشاعر واستنزاف الوقت واستهلاكه والله المستعان.

لن تكون صادقاً في إرادتك الباحثة عن التغيير والإصلاح إلا إذا عشت ما تتمناه واقعاً في حياتك الشخصية كدلالة حقيقية على وجود إرادة محبة الصلاح أو الإصلاح.

أكبر عقبات ومعوقات الصلاح والإصلاح هي توارث شنطة الجاهلية..

وعدم صحة الانخلاع من الماضي المخالف للحق بمفرداته وشموليته

وعشق متوالية التبرير أو السقوط في النظرة الجزئية للإصلاح والغلو فيها والانحراف في معايشتها على غرار فعل الخوارج أو الدواعش

أو عشاق القبور أو ضحايا الإفراط في حرية العقول لينتج عنها ذاتية وتحرر تغريبي مقيت والله المستعان .

توفرت الإرادة عند سلمان الفارسي فلبى نداء الإسلام بلا داعية يدعوه

وانكسرت شراع مراكب الهداية أمام أبو طالب ليظهر فضل الله في اختيار من يصلح ليكون على طريق الهداية قائمًا.

دعك من الخطط المرتبطة بتغيير غيرك فهذا سراب وإن كان فيه فائدة مجتمعية إلا أن رهانك على صلاح

وإصلاحك لواقعك أسلم في زمن الغربة وتيه التصورات عند الأغلبية المعاصرة والله المستعان.

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر