وصلت العلاقات بين المغرب والجزائر إلى أسوأ حالاتها منذ عقود، بعد أن أعلن وزير خارجية الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، متهما الرباط بالقيام بـ“أعمال عدائية“.

وازدادت المخاوف من أثر هذا القرار على التعاون بين البلدين الذي لطالما كان هشا بسبب الخلافات المتكررة بين البلدين.

تقول الباحثة في جامعة هارفارد والزميلة في معهد بروكينجز للدراسات، ياسمينة أبو الزهور، عن تداعيات هذا القرار على البلدين، أن الأزمة الفورية التي تواجه المغاربة هي أنبوب الغاز المغاربي الذي من المفترض تجديد عقده في اكتوبر عام 2021 والذي ينقل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا.

كما ينقل الاتفاق باقي الغاز إلى أوروبا عبر المغرب، مقابل أن يحصل المغرب على الغاز الطبيعي من وراء هذا الاتفاق.

المخاوف الحقيقية تكمن في عدم تجديد هذا العقد بين الجزائر والمغرب من طرف الجزائر، فغلق الأنبوب يتسبب في مشاكل لكل البلدين.

تفادي الأزمة:

لدى الجزائر أكثر من طريق لتفادي هذا الضرر، فيمكنها الاستمرار في تصدير الغاز إلى إسبانيا وباقي أوروبا عن طريق أنبوب “ميدغاز”، مباشرة إلى إسبانيا دون المرور على المغرب، الأمر الذي أكدته وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

لكن هذه الحادثة ستؤثر بشكل كبير على اتحاد المغرب العربي الذي يعاني ضعفا اقتصاديا على المستوى الدولي

نسبة التجارة بين دول المغرب العربي من الناتج العام التي في العام 2019 بلغت ، 2،8%، مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي مثلا التي بلغت نسبة التجارة بينمها 10،8 %.

أضف إلى ذلك وأنه بعد التطور الإيجابي في ليبيا والتي تتجه للنمو الاقتصادي مع دول المغرب العربي للخروج من أزمتها إلا أن الأحداث الأخيرة لها تأثير كبير على الطموح الليبي.

تأثير القرار على المواطنين:

أوضحت الجزائر مرارا على أن العلاقات مع المغرب على المستوى الحكومي أو الدبلوماسي فقط هي التي تتأثر بالقرار، لكن المواطنين كما هم لن يمثهم أي تأثير.

ونرى أن كل البلدين سيرجعان إلى رشدهما في العلقات التي كانت سابقة قبل هذه الحادثة وهذا سيخدم الاقتصاد الذي يعاني من الضعف بالنسبة لكلاهم خاصة بسبب فيروس كورونا.

و ويصل التوتر بين الجارتين في شمال أفريقيا إلى أعلى مستوى منذ عقود