رحم الله الصحفي القدير رياض توفيق رئيس قسم التحقيقات الصحفية الأسبق بجريدة الأهرام.

والذي شهدت فترة توليه للقسم نقلة مهنية، حين كان يقوم بنقل حصيلة الأخبار الجديدة خلال اجتماع الظهيرة لمجلس التحرير، قبل ظهور المحمول والإنترنت، لينقلها إلى محرري قسم التحقيقات، لإعداد تحقيقات عنها يتم نشر بعضها باليوم التالي مباشرة أي في نفس يوم نشر الخبر، أو باليوم التالي لنشر الخبر.

مع نشر أربع تحقيقات صحفية متنوعة بصفحة التحقيقات، مما أتاح فرص النشر للجميع والتي حظي شباب القسم منها بالنصيب الأكبر، لكن فترة توليه للقسم شهدت قرب افتتاح مطبعة المؤسسة بقليوب، والتي أعد عنها تحقيقا صحفيا بنفسه، رصد خلاله القدرات الطباعة التي تضيفها المطبعة وجهد الفنيين لتركيب المعدات واستيعاب التطورات الجديدة وقتها.

 لكن التحقيق لم يرض رئيس التحرير، والذي كان يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة فكلف شخصا آخر بإعداد تحقيق صحفي عن المطبعة، وجاء ضمن ما كتبه هذا الآخر، أنه بينما كان نائما جاءه المقريزي بالمنام ليوقظه من نومه، قائلا له : «قوم إصحى شوف الهرم الرابع إللى عامله إبراهيم ناقع في قليوب»!

كان رياض توفيق يمارس في حياته حالة سلام مع النفس، فهو يؤدى الصلاة في هدوء، ولا يشارك في مواكب النفاق للرؤساء سواء داخل المؤسسة أو خارجها، ويجعل جودة العمل الصحفي هي الأساس للنشر، ويستمع لرأى الآخرين ولا يعتبر رأيه هو الصواب دائما، ويحرص على أن يكون كسبه من الحلال، وينصح بذلك محذرا من عواقب الكسب الحرام.

 ويشارك العاملين معه أفراحهم وأحزانهم ولو تطلب الأمر السفر إلى محافظة بعيدة لأداء واجب العزاء، ويدعوهم بين الحين والآخر إلى تناول الغذاء على نفقته الخاصة، سواء بشقته بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة أو بأحد الأماكن العامة، بينما كان غيره يبتز محرري القسم ويجور على حقوقهم.

وهذه شهادتي عنه أمام الله، من خلال عملي تحت رئاسته بقسم التحقيقات الصحفية، ومعايشي له خلال مهمة عمل بإحدى المدن الساحلية  استمرت لأيام، ومتابعتي لأخباره  خلال السنوات الماضية.

خالص العزاء لأسرته ومحبيه، فقد ترك في من عمل معه بصمة مهنية وأخرى أخلاقية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.