حـتّى مـتى تـلهو، أُخَـيَّ، وتـلعبُ … وسِـنِيُّ عـمركَ بعد حينٍ تنْضُبُ ؟!
أَوَ مــا تــرى الأيّــامَ تـسعى خـيلُها … فـي ذا الـطّرادِ، وراصدٌ يترقّبُ ؟!
مــا بـيـن مُـنْـطَلَق الـطّـرادِ وهـدْأة … إلاّ سُــوَيــعـاتٌ تُـــعَــدُّ وتُــحـسَـبُ
فـالـسّـابقون الـسّـابـقون ولاحـــق … حـتماً يـؤولُ إلـى المصير ويذهبُ
مَـــن كـــان هـيَّـأَ خـيـلَه لـطـرادها… فـــازتْ بـسـبْقٍ، والـمَـفازُ مُـحَـبَّبُ
أمّــا الّــذي قــد نــام عــن تـربيبها… خـسـر الـسّباق وظـلّ عـمراً يندبُ
لـــكــنّ نـــدبــكَ لا يــــرُدّ ذُرَيْــــرَةً … ممّا مضى، قد غاب عنك المذهبُ

هــيّـا أفـــق مـــن غـفـلةٍ مـجـنونةٍ … قــبـلَ الـعـواقبُ شـرّهـا مـتـشَعّبُ

هيّا اغتنم رمضانَ، يكثر خيرُه للرّاغبين الخيرَ، نعم المطلبُ

فـيـه الـشّياطينُ الـلعينة صُـفّدَتْ … لا تـخـشَـها، فـبـذكر ربّــك تـغـلبُ
لا، لـيس لـلشّيطان سـلطانٌ عـلى … قـلب الـتّقيّ، فـنورُ ربّـك يـصحبُ
هــيّـا إلــى هــذا الـمَـعين مُـطَـهّرَاً… فـكـراً وقـلـباً مــن ذنـوبٍ تـحجُبُ
رمـضـانُ بـحـر الـخـير فـيـه لآلـئٌ… مــــا حــازهــا إلاّ عــبـادٌ تـتـصَـبُ
هـــيّــا أرِ الــغــفّـارَ تــوبــةَ نــــادم… واحـزم أمـورَك كـي يبينَ المَطلَبُ
رمــضـانُ روض الـتـائبين،يمدّهم… بـثـمـار مـغـفـرةٍ وزُلْــفـى تُـعـجِبُ
فـادخل ريـاض البِرِّ واشْهَدْ غيثها… فـلعلّ عـمرَكَ بـعد جـدْبٍ يـخصبُ
لا تــيـأسَـنَّ فــــإنّ ربّــــك راحـــمٌ… مَـــن آب تــوّابـاً، وعـيـنٌ تَـسـكبُ
فـاسـكبْ دمــوع نـدامـةٍ مـتطهّراً… بـطَهور دمـعك مـن مـعاصٍ تـلْهِبُ
هذي الدّموعُ وثيقةٌ تصف الضّنى … فــي غـربـةٍ قـد كـنت فـيها تـلعبُ
لــكــنّـه لَـــعِــبٌ يــدَنّــس أنــفـسـاً… لا لِــعـبُ أطــفـالٍ بـــريءٌ يُـطـربُ
هـو لِـعب شـيطان الـذّنوب مُـزَيّناً… كــلّ الـقبائح كـي يـطيبَ الـملعبُ
هــيّــا تــطـهّـرْ بـالـدّمـوع غــزيـرة … وكـــن الـرّشـيدَ، بـصـالحٍ تـتـقرّبُ

هــــذي عـزيـمـة نـــادمٍ مُـتـبَـصّرٍ… لا ، لـن يـعودَ إلـى ضـلالٍ يـخلبُ
وا ضـيعةَ الـضّليل غـيّبه الـدّجى… وإذا بـــه فـــي حــفـرةٍ يـتـعـذّبُ
بــل إنّــه يـصـلى جـهنّمَ سـاخطا…فـقرينه أطـغاه مَـن ذا يـحجُبُ ؟
لا مــنــقــذٌ إلاّ فــــــرارُك تــائــبــا… تـرجو رضـا الرّحمان، يا متعذّبُ
لا تــتـرك الأيـــام تـمـضـي ضـلّـةً … هـيّا اغـتنمها كـي يـزول الـغيهب
رمــضــان وافـــاك وفــيـه لـيـلـةٌ… خـيرٌ مـن الـدّنيا، فـفيها المكسبُ
هـيّـا فـقـمها بـالـصّلاح وبـالـتّقى… هـيـا ارتـقـبها قـبـل عـمـرٍ يـغـرب
فـلـعـلّ فـيـهـا ســجـدةً بـدعـائـها… تُمْحَى الخطايا، ثمّ ينجو المذنبُ
نـفَـحاتُ ربّــك فـالْـقَها مُـتَـضَرّعا… فــهـو الـغـفور وبـابُـه لا يُـحـجَبُ
والـذّنبَ فـاهجُرْ ، ثمّ أخلص نيةً… وبـذا يـطيبُ لـك الـمآبُ ويـعذّبُ