الأمة| قال تقرير حقوقي اليوم الخميس، إن الحكومة السورية تخفي تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في سوريا، محذرًا من  ” كارثة إنسانية” كما حدث في إيران.

وقال تقرير صادر عن مركز (جسور) للدراسات إن النظام السوري يعمد إلى تسجيل الحالات المرضية والوفيات على أنّها من أعراض مرض ذات الرئة وغير مرتبطة بفايروس  كورونا.

التقرير أكد أنّ “معلومات متطابقة أشارت إلى وجود عشرات المواطنين المرضى في مشافي العاصمة دمشق، حلب، اللاذقية ودير الزور مصابين بالفايروس، وسط إجراءات وتجهيزات تُشكّل بيئة حاضنة له، بدل أن تساعد على العلاج ومنع الانتشار”.

ورغم الإصرار المستمر على نفي الحكومة تسجيل أي إصابات، طلبت وزارة الصحة في 18 مارس الجاري من السفير الصيني بدمشق إرسال فريق طبي متخصص؛ لمواجهة فايروس كورونا.

وحذر التقرير من أنه “يُمكن أن يؤدي التكتم المستمر للنظام السوري على انتشار فايروس كورونا، إلى كارثة إنسانية كبيرة في ظل تدهور النظام الصحي في البلاد الذي أوشك على الانهيار في بعض المراحل. عدا عن التأثير الكارثي لغياب التوعية والوقاية من المرض التي قد تساعد على الحد من انتشاره”.

وأضاف “يعكس سلوك النظام السوري في التعاطي مع الوباء العالمي الجديد، عدم اكتراث لأيّة نتائج سلبية قد تلحق بالمواطنين مهما كان حجمها، في امتداد لممارسات العنف المفرط القائمة منذ 9 سنوات والتي تسبّبت بمقتل مئات الآلاف من المدنيين وتهجير الملايين والتحريض على قتل كل معارض لسياسته بدعوى الإرهاب”.

[ad id=’435030′]

واعتبر التقرير أن التكتّم المزعوم للنظام السوري على انتشار فايروس كورونا يمثل “تهديداً على الأمن الدولي والإقليمي، ما يتطلب تدخّلاً دوليّاً عاجلاً لمنع تكرار نموذج إيران غير الشفاف على نحو أكثر تأثيراً وخطورة، لا سيما مع استمرار الرحلات الجوية مع النجف، طهران، القاهرة وبغداد، في الوقت الذي تدفع فيه معظم دول العالم إلى تقييد حركة الطيران من أجل تقليل الاحتكاك ونقل العدوى”.

وقال “يبدو أنّ عدم شفافية النظام السوري في الكشف عن الفايروس مرتبطة بمخاوف من تأثير صادم على القطاع الاقتصادي الذي يوشك على الانهيار، إضافة إلى الخشية من فرض تدخل دولي يكون غير قادر على احتوائه”.

وبعد نفي متكرر من تسجيل إصابات بفيروس كورونا، أعلن وزير الصحة في الحكومة السورية الدكتور نزار يازجي أن 134 مسافراً سورياً في مركز الحجر الصحي بالدوير في ريف دمشق جاؤوا من دول سجلت إصابات كثيرة بالفيروس سيبقون لمدة 14 يوماً فترة حضانة المرض للتأكد من سلامتهم وخلوهم منه.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال يوم الثلاثاء إن فيروس كورونا ضرب العاصمة دمشق ومحافظات طرطوس واللاذقية وحمص، وذكر أن “إصابات كثيرة تم تسجيلها بالفيروس، بعضها قد فارق الحياة وبعضها وضع بالحجر الصحي”.

وردّا على أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بعدم الإبلاغ عن أية حالات إصابة بفيروس كورونا في سوريا، أشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إلى أن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء تأثير الفيروس على النازحين داخليا في شمال غرب سوريا.

يذكر أنه في جميع أنحاء سوريا، لا تعمل سوى 64% من المستشفيات و52% من مراكز الرعاية الصحية الأولية بشكل كامل (وهذه المعطيات هي منذ نهاية عام 2019). كما أن 70% من الكوادر الطبية فرّت بسبب العنف. وقالت المنظمة إنه على مقياس 1-5، فإن درجة استعداد البلاد للتعامل مع الفيروس تبلغ درجتين.

وظهر في العراق وتركيا وإيران الدول المجاورة لسوريا حالات إصابة بفيروس كورنا المستجد آخذة في التزايد.

وحذر تقرير مرعب أعده علماء بجامعة شريف التكنولوجية، من أن يصل عدد وفيات كورونا في إيران قد إلى 3.5 مليون شخص في حال عدم تطبيق الحجر الصحي وتجاهل الشعب تعليمات الوقاية من الفيروس.

[ad id=’435030′]

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين