جيش التحرير الفلسطيني الأمة| محمد أبو سبحةــ أعد المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية دراسة تركز على انتقام النظام السوري من اللاجئين الفلسطينيين لتعبير أغلبيتهم عن قناعتهم بالثورة السورية، وعلى الجانب الآخر ترصد الدراسة التورط التدريجي لجيش التحرير الفلسطيني في الحرب السورية دعمًا للنظام.

وجاء في الدراسة بعنوان “جيش التحرير الفلسطيني في الحرب السورية” أن النظام وحلفائه الروس والإيرانيون عمدوا إلى إلحاق ضررًا كبيرًا باللاجئين الفلسطينيّين عبر تدمير معظم مخيّم اليرموك، ومخيّم الحسينيّة، ومخيّم حندرات، ومخيم درعا، وألحاق أذى متفاوتًا بالمخيّمات الأخرى.

وكشفت الدراسة أن السلطات السوريّة، “وغالبًا من دون سببٍ إلا الانتقام”، اعتقلت “1693 فلسطينيًّا/ يّة، لا يزال مصيرهم مجهولًا، قتلت منهم تحت التعذيب 556 فلسطينيًّا/ يّة”. فيما “بلغ عدد الفلسطينيّين السوريّين الذين قضوا جرّاء الحرب في سورية 3871 ضحيّةً”.

وقدَّرت وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا) عدد اللاجئين من الفلسطينيّين السوريّين إلى دول العالم جرّاء الحرب في سورية بـ 120 ألف لاجئٍ، بينما قالت الدراسة “نميل إلى تقديرات ناشطين حقوقيّين فلسطينيّين تواصلنا معهم تفيد بأنّ عددهم أكثر من 146 ألف لاجئٍ”.

وبحسب معدا الدراسة الباحثان يوسف فخر الدين وهمام الخطيب “نتج أغلب الضرر سابق الذكر من الصراع الدائر بين الأطراف المتحاربة في سورية، وظهر جليًّا انتقام الحكم الاستبداديّ من اللاجئين الفلسطينيّين في سورية الذين عاكسوا قناعته الراسخة بأنّهم سيكونون في عونه إن أراد قمع الشعب السوريّ حينما عبّر أغلبيّتهم عن قناعته بأنّ الثورة السوريّة محقّةٌ، ورفضوا مساعدة النظام في إخمادها”.

ودللت الدراسة على ذلك، بإعلان “انتفاضة اليرموك” في 6 حزيران/ يونيو 2011، أثناء تشييع شهداء مسيرة العودة إلى الجولان، حينما هتف المتظاهرون مطالبين سلطة الأسد بعدم العبث بالدم الفلسطينيّ للتغطية على الدم السوريّ. وحينها هتفت جموعٌ فلسطينيّة سوريّة، للمرّة الأولى، بأنّ “الفلسطينيّ والسوريّ واحدٌ” في تحدٍّ للنظام السوريّ المثار عليه الذي أراد استخدامهم.

جيش التحرير الفلسطينيّ ودعم الأسد

وأشارت الدراسة إلى أنه، رغم كلّ ذلك “لم يمنع القوى الفلسطينيّة التابعة للنظام في سورية من الدفاع عنه؛ ومن القوى الفلسطينيّة التي شاركت في الحرب السوريّة جيش التحرير الفلسطينيّ”.

وقدمت الدراسة قراءةً عامّةً لنشأة هذا الجيش، لتبيّن “مخالفة مشاركته هذه لشرعيّة وجوده، ولتوضّح كيف احتاج توريطه لإستراتيجيّةٍ حتى يستطيع النظام السوريّ التغلّب على المقاومة التقليديّة الموجودة فيه لتأدية دورٍ خارج أسباب وجوده”.

ورصدت دراسة المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية ما وصفته بـ “التورّط المتدرّج لـ جيش التحرير الفلسطينيّ في الحرب الدائرة في سورية؛ حيث تتبّعت خريطة مشاركة جيش التحرير الفلسطينيّ في الحرب السوريّة في معظم المحافظات السوريّة، وانتهاكاته المتعدّدة” حتى تاريخ انتهاء الدراسة في 25 يوليو/ تموز 2018.

النظام السوري يسمح بعودة الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك “المدمر”

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين