«النساء شقائق الرجال»، هكذا قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لكن النظم المستبدة تعتبرهن ديكوراً لتجميل الصورة فقط!

في الأسبوع الماضي ، حدث تغيير وزاري كبير في مصر، تضمن رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب العسكري، وعدداً من كبار الوزراء في حكومة شريف إسماعيل المستقيلة، بمن فيهم وزراء الدفاع والداخلية والاقتصاد، كما تضمن التغيير زيادة عدد الوزيرات من النساء من 6 إلى 8.

ومر الحدث مرور الكرام، ولم تنتبه له سوى صحيفة «هآرتس» العبرية التي كتبت تقريراً في الموضوع بقلم المحلل السياسي الأشهر في الكيان الصهيوني، واسمه «تسفاي برئيل» الذي وصفه بأنه «حدث تاريخي» حوّل حكومة مصطفى متبولي إلى أكثر الحكومات نسوية بمصر منذ عام 1962.

الوزيرات هن: إيناس عبد الدايم أول وزيرة للثقافة، ورانيا المشاط لوزارة السياحة، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، وسحر نصر وزيرة التعاون الدولي والاستثمار، وهالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ونبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وهالة زايد وزيرة الصحة، وياسمين صلاح فؤاد وزيرة البيئة.

وقال برئيل: «8 نساء في الحكومة التي تتشكل من 34 وزيراً، هي بالتأكيد نسبة محترمة بالنظر إلى أن إسرائيل لديها أربع وزيرات من النساء، ونائبة وزير بدرجة وزير في الحكومة التي تتكون من 21 وزيراً»، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة النساء في السياسة تعد أحد مؤشرات التقدم الذي تحظى به الدولة، واقترابها من الحداثة والعصرية.. مصر قامت كما يبدو بقفزة كبيرة، لكن عند فحص معايير التمييز ضد النساء في كل المجتمع، فهي ما زالت في نهاية القائمة من حيث تصنيفها.

وأضاف: «خلافاً للوزراء، فإن الوزيرات يتعرضن بصورة أقل لخطر التبديل، سواء لأنهن يتولين وزارات أقل أهمية مثل التضامن الاجتماعي، والصحة، والهجرة، أو لأن تغيير الوزيرة برجل يعتبر كتغيير سياسي مهم أكثر من مجرد استبدال امرأة، التي تعيينها منذ البداية اعتبر بادرة حسن نية، أكثر منه علامة فارقة سياسية. في المقابل، نشرت صحيفة «المصري اليوم» الخاصة، مقالاً مطولاً عن الوزيرات في الحكومة المصرية الجديدة، وفيه طلب من خبراء موضة ومن اختصاصيين نفسيين إعطاء رأيهم بالمظهر الخارجي للوزيرات. عن وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، د. هالة السعيد، قالت خبيرة الأزياء ندى إنه «رغم اللون الأزرق (الذي تمتاز به ملابسها) وهو لون رائع، يتناسب تماماً مع لون بشرتها، فانه يمكنها أيضاً أن تلبس ملابس بألوان هادئة أخرى، يمكنها أن تخدم وجهها المستدير. ولكن يمكنها تحسين تسريحة شعرها».

وكما هو معروف، فإن الملابس ليست هي التي تصنع الوزير. الاختصاصي النفسي د. ابراهيم مجدي له فهم مهم آخر: «نحن لا نسمع كثيراً صوت الوزيرة لأنها تخطط وتفكر بصمت، ونحن نسمع منها فقط عندما ينتهي المشروع. صحيح أنها ليست متألقة مثل سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، لكن توجد لها أناقة».

وعن نصر، قالت المصممة ندى إن «ميزتها الخاصة هي أنه يوجد لها وجه طفولي، لذلك فإن كل الألوان تناسبها». ندى تشير إلى أن نصر تكثر من استخدام الإكسسوارات، وتمتاز بالجرأة في اختيار ملابسها من الماركات: «ظهورها يجلب الاحترام لمصر، يوجد لها ذوق ممتاز في كل ما يتعلق باختيار أحدث صيحة في مجال الماكياج. هي تستخدم اللون البرتقالي والأبيض والرمادي والأسود كألوان أساسية». الاختصاصي النفسي مجدي يضيف: «الوجه الطفولي للوزيرة يساعدها في عملها الذي يحتاج إلى إقناع الأشخاص والمؤسسات بتخصيص أموال لمشاريع التطوير. وابتسامتها الساحرة تعطي الأشخاص الشعور بالمحبة».

وهنا يقول المحلل الصهيوني تسفاي برئيل إنه بشكل عام يتم نشر تصريحات وأقوال الوزيرات عندما يظهرن في مناسبات رسمية، أو يجرين مقابلات مرتبة جيداً، لكن مواقفهن السياسية يصعب إيجاد اقتباس لها في الصحف ووسائل الإعلام المصرية، لذلك هن لا يختلفن عن معظم زملائهن الرجال. جميعهم ملزمون بصفحة رسائل الرئيس، بدون تشكيك وتغيير. ومن يريد أن يسمع أو يُسمع انتقاد للوزيرات مطلوب منه التوجه إلى الشبكات الاجتماعية التي يبتعدن عنها الوزيرات، باستثناء حساباتهن في «فيس بوك» و»تويتر» المليئة، كما هو متوقع بوصف خطط التطوير الضخمة. بالنسبة للرئيس السيسي هذا في الحقيقة لا يهمه، إذا كان وزير أو وزيرة يشغل الوظيفة التي أعطاه إياها، هو يكتفي بعدم المس بشخصه المقدس!!

من محمد السخاوي

باحث سياسي