السيسي وفرماجو خلال مباحثاتهما بالقاهرة

قالت مصادر دبلوماسية ان هناك توجها مصريا لتعزيز التواجد المصري في المشهد الصومالي خلال المرحلة القادمة في اطار الرد علي ضرب اثيوبيا عرض الحائط بأمن مصر المائي ورفضها التام إدخال تعديل علي قواعد ملء الخزان وساعته التخرينية المقدرة بـ 74مليار متر معكب او الموافق علي بدء الدراسات الفنية الخاصة بالسد .

وأشارت المصادر إلي ان القاهرة أبرمت عديدا من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية وذات الطابع الاستراتيجي لتعزيز وجودها في الصومال الذي يشكل حديقة خلفية لإثيوبيا خلال زيارة الرئيس فرماجو لمصر ولقائه بالسيسي معتبرة هذه الاتفاقيات رسالة لأديس ابابا بامتلاك مصر لملفات قادرة علي قض مضاجع إثيوبيا .

ولفتت المصادر الي ان حديث السيسي عن دعم جيش الصومال الوطني يأتي في هذا السياق حيث لا تخفي القاهرة رغبته في استعادة نفوذها السابق في الصومال وقيامها خلال تسعينات القرن الماضي بجمع الفرقاء الصوماليين بقيادة الرئيس الصومالي علي مهدي محمد والجنرال محمد فارح عديد للبحث عن مخرج للأزمة الصومالية .

وأشارت المصادر الي ان التوجه المصري لتنشيط علاقاتها مع الصومال لن تقتصر علي الجوانب الاستراتيجية فقط بل هناك دعما فنيا ولوجبستيا لجميع مؤسسات الدولة الصومالية خصوصا التعليمية والصحية من خلال البرامج والدورات التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، فضلاً عن زيادة المنح الدراسية التي تقدمها لهم مصر.

وتأتي محاولة مصر لاستعادة أرضيتها في القرن الإفريقي للضغط علي اثيوبيا في ضوء ما ترد عن بحث البلدين خلال الأشهر الماضية امكانية وجود قوة عسكرية مصرية في الصومال وهو ما يعتبره مراقبون رسالة غضب وردع مصرية لإثيوبيا حال استمرارها في الضرب بأمن مصر المائي عرض الحائط.

وتمتد الملفات التي جرت التباحث حولها بين السيسي وفرماجو الي اتخاذ تدابير للحفاظ علي امن ممر قناة السويس من جهة باب المندب  لاسيما أن  الصومال تقع على مشارف هذه المضيق الاستراتيجي  من جهة البحر الأحمربشكل يستوجب معه وجود تطابق بين البلدين حول مواجهة الارهاب.

من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية إن محاولة مصر تعزيز علاقاتها بالدائرة الإفريقية تعد تصحيحا لأخطاء عانت منها السياسة المصرية خلال حكم مبارك مؤكدة ان الجولة الإفريقية الأخيرة للسيسي ستسهم بشكل أو بأخر في تحسين موقف مصر في المفاوضات شبه الحاسمة حول النهضة .

ولفت في تصريحات لجريدة الأمن الإليكترونية ” إلي أن مصر تدرك أن 90%من احتياجاته المائية تأتي من إثيوبيا وبالتالي لأبد من الوضع في الأعتبار الوصول الي تسوية تمنع الإضراربحصتها المائية ومن ثم يأتي تحركات مصر الإفريقية ومنها الجولة الإفريقية للسيسي وواستقباله للرئيس الصومالي فرماجو .

وابدي تحفظه علي امكانية توظيف مصر لتنامي نفوذها للصومال للضغط علي إثيوبيا مؤكدا أن هذا النهج يخالف السياسة المصرية القائمة علي حسن الجوار وعدم التدخل في شئون دول الجوار مؤكدة ان زيارة الرئيس الصومالي لمصر تأتي يعد زياراه لكل من أديس أبابا والخرطوم .

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن