الأمة/ يُعتبر “غارحراء” الذي شهد بداية انطلاق الدعوة الإسلامية ، على قائمة اهتمام الحجّاج والمعتمرين الذين يزدحمون أمام مدخله للتسابق في دخوله ، وهو يحتلّ كغيره من الأماكن الدينية والتاريخيّة مكانة في قلوب المسلمين، الذين يستغلّون أيام وجودهم في مكة المكرمة لزيارته، ويبدأ الحجاج بالتوافد إليه عادة بعد صلاة الفجر تقريباً، ويستغرق الصعود إلى قمة جبل النور ثلاثين دقيقة تقريباً، تختلف باختلاف قدرة الحاج وصحته.

غار حراء هو المكان الذي كان يختلي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في البداية قبل نزول القرآن عليه، وفيه نزل عليه الوحي لأول مرة، ومنه انطلقت رسالة الإسلام من مكة المكرمة إلى جميع أنحاء العالم،ولم يختلِ الرسول عليه الصلاة والسلام في غار حراء بعد البعثة، كما أنّه كان يختلي فيه لمدة شهر من السنة قبل نزول الرسالة بسنوات عدة.

يقع غار حراء في جبل النور، الذي سمّي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه، وهو جبل تشبه قمته سنام الجمل، ويبلغ ارتفاعه 624 متراً، ويبعد 4 كيلومتراً بالاتجاه الشمالي الشرقي من مكة المكرمة، ويشكّل انحدار الجبل صعوبة في صعوده من قبل الزوار ممّا يجعل رؤية الغار صعبة للبعض؛ مثل كبار السن الذين لا يستطيعون إكمال طريق الصعود، يبلغ عدد الدرجات التي يصعدها الزوار 1045 درجة للوصول إليه.

ويقع الغار على بعد عشرين متراً من قمة الجبل، ويتطلّب الوصول إليه الصعود إلى القمة ثم الهبوط إلى مكانه، ويتكوّن غار حراء من فتحة في داخل صخور جبل النور يبلغ طولها 4 أذرع، وعرضها ذراع وثلاثة أرباع الذراع، ومساحته صغيرة جداً ولا تتسع سوى لعدد قليل من الأشخاص، كما أنّ مدخله ضيّق جداً، ويمكن الدخول إليه فقط عبر إمالة الرأس  لتخطي الانحناءات الكثيرة الموجودة هناك، يمكن رؤية مكة المكرمة من أعلى جبل النور.

من عبدالهادي راجي المجالي

‏كاتب صحفي أردني