هل تذهب السعودية للتطبيع في ظل حكومة بايدن الحالية. البيت الأبيض يضغط باتجاه التطبيع قبل جولة الانتخابات العامة القادمة في ٢٠٢٤م. التطبيع بين المملكة والكيان الصهيوني بحسب مستشاري يساعده بايدن على الفوز. التطبيع في نظر البيت الأبيض تجارة مصالح ذاتية، ولكنه في نظري ليس كذلك في المملكة، صاحبة المبادرة العربية.
بايدن يريد الفوز بفترة حكم ثانية لذا هو يكثف اتصلاته مع المملكة، وقد يلبي طلبات المملكة الأمنية والعسكرية، التي تجعلها القيادة السعودية شروطا مقابل التطبيع بحسب الإعلام العبري. إن قولهم بأن الحاجة للفوز من أسباب أنشطة البيت الأبيض الأخيرة هو قول فيه قدر من الصحة، ولكنه لا يملك الصحة كاملة، ذلك لأن بايدن نفسه يؤمن بما تؤمن به الكيان الصهيوني في قضية التطبيع ونتائجها، ولأنه يحمل رؤيتهم، ولأنه صهيوني وإن لم يكن يهوديا كما قال هو مرة في حديثه للصهاينة، فإن حرصه على إحداث تطبيع بين الكيان الصهيوني والمملكة ينبع من رؤية استراتيجية، وولاء صهيوني، وقضية الفوز بأصوات يهودية في الانتخابات القادمة ليست مسألة جوهرية.
بايدن الذي فاز في مواجهة ترامب قبل أربع سنوات، ليس بحاجة ماسة للتطبيع كي يفوز مرة ثانية، ولكنه في حاجة للبرهنة على ولائه للكيان الصهيوني ودعمه لها. بايدن لم يستقبل نيتنياهو في البيت الأبيض، وينتقد سياسته القضائية، ولكنه يريد أن يقول: إن الكيان الصهيوني شيء آخر غير نيتنياهو، وأنه كديمقراطي مع الكيان الصهيوني وإن لم أكن مع نيتنياهو.
يقول بايدن إن التطبيع حاجة إسرائيلية لها كامل الدعم مني و من الديمقراطيين، وأنا كرئيس ديمقراطي صهيوني أعطي أهمية وأولوية لمصالح الكيان الصهيوني ولدي استعداد للموافقة على شروط المملكة الذاتية في مقابل التطبيع. بايدن يناقش الشروط الأمنية والعسكرية السعودية مع تل أبيب، وسنعمل على أن نصل للحل المناسب.
الكيان الصهيوني يتحدث عن تطبيع بدون شروط لها علاقة بالفلسطينيين، ووتناقش الشروط السعودية التي تخص المملكة أمنيا وعسكريا مع البيت الأبيض. التصريحات الصهيونية تتعمد أن تعزل بين القضايا، وتدير سياسة تعمل على تناسي القضية الفلسطينية، فهل ستذهب المملكة السعودية للتطبيع بدون المبادرة العربية وشروطها، والاستجابة لسياسة الكيان الصهيوني بايدن بعزل القضايا بعضها عن بعض. المملكة زعيمة بمحيطها العربي والإسلامي، وسياسة العزل تضر جدا بزعامة المملكة، ولا أظن أن المملكة ستجتجيب للمناورات الأميركية الصهيونية ،،،،
أحمد السيد
فادي أبو بكر
د. جمال ضو