خلال جلسة حوارية عبر الانترنت على موقع تويتر، حيث شارك لفيف من الشخصيات السياسية والإعلامية المرموقة من بلدان عربية مختلفة، إذ تم خلالها طرح وتناول موضوع آثار أذرع الملالي الخارجية على الداخل الإيراني  من حيث:

ـ الناحية الأمنية: هل تم استخدام هذه الأذرع في قمع المواطن الإيراني وملاحقته خارج إيران؟

ـ الآثار الاقتصادية: هل أثرت هذه الأذرع على الوضع المعيشي للمواطن الإيراني؟

ـ التأثيرات الاجتماعية: هل أثرت هذه الأذرع في خلق موجة كراهية ضد المواطن الإيراني وعزله اجتماعيا من محيطه الشرق أوسطي؟

المشارکون يرکزون على الدور السلبي لأذرع الملالي على شعوب المنطقة والشعب الإيراني

وخلال مداخلات للمشارکين، قالت السيدة حنان عبد اللطيف، مديرة مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، عن أحد الانعكاسات الأمنية على داخل إيران حينما أشارت إلى أن نظام الملالي عمد لاستخدام مليشيات الحشد الشعبي لقمع ثورة المياه في محافظة خوزستان الإيرانية في عام 2019.

وأكدت السيدة حنان على أن نظام الملالي حول المليشيات العميلة له في المنطقة لعصا لقمع الشعب الإيراني.

ومن جانبه دعا السيد نظير الكندوري، باحث وسياسي عراقي، إلى دعم ثورة الشعب الإيرانية ومقاومته المتمثلة في مجاهدي خلق، لأن هذا النظام لا يشكل فقط خطرا على المنطقة، بل على الشعب الإيراني، حسب وصفه.

أما الصحفية سجى البياتي، فقد أشارت  إلى أن العالم العربي ليس لديه مشكلة مع الشعب الإيراني، إنما مع تدخلات نظام الملالي السافرة وسلوكه العدواني في المنطقة.

وتطرق الصحفي السوري، ضياء قدور، إلى الحديث عن انعكاسات التدخل الإيراني في المنطقة كان لها جوانب أمنية واقتصادية واجتماعية سلبية على الداخل الإيراني، مشيراً إلى كشوفات المقاومة الإيرانية الأخيرة حول ديون نظام الملالي البالغة أكثر من 50 مليار دولار على نظام الأسد، وإهداءه ثروات الشعب الإيراني لحماية الدكتاتور السوري.

وشدد قدور على أن الملالي وسلوكهم المشين في العالم والمنطقة جعل العالم ينظر بسوداوية لإيران، مضيفا أن غالبية الشعب الإيراني ترفض سلوك هذا النظام ولا تريد بقاءه. وأوضح  قدور أن هناك بديل حقيقي لنظام الملالي متمثل في المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق، ويجب علينا كدول متأثرة بتدخل الملالي العمل على دعم هذا البديل بكل السبل.

وأشار السيد نضال الحمداوي، إلى فشل معارضة رضا بهلوي، ابن الشاه المخلوع، في فهم الديناميكيات الداخلية لإيران وقيادته لمعارضة فاشية ستحرم بقية القوميات الإيرانية من حقوقها في إيران بعد الملالي، مؤكدا على أن مجاهدي خلق وسياسييها البارزين أدركوا مدى جدية هذه القضية ووضعها على رأس الأولويات، من خلال برنامج واضح مكون من عشر نقاط صاغته الرئيسة المنتخبة للمقاومة السيدة مريم رجوي لإيران الحرة غدا.

موقف المقاومة الإيرانية من قضية حقوق الأقليات العرقية في إيران

وخلال الجلسة، أثار بعض من المشارکين مسألة القمع المضاعف الذي تتعرض له الأقليات العرقية في إيران منوهين عن إن المعارضة الإيرانية للنظام القائم لم تحدد موقفا واضحا بهذا الصدد وإنما تجاهلت هذا الموضوع وتغاضت عنه، وخلال مداخلة للکاتب والصحفي المختص بالشأن الإيراني، نزار جاف، أکد بأن المقاومة الإيرانية لم تتجاهل قضية الأقليات العرقية في إيران بل إنها تصدت لها بکل شجاعة وأشار إلى أنه وعندما کان الحزب الديمقراطي الکردستاني في إيران ضمن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد وافق المجلس عموما ومنظمة مجاهدي خلق خصوصا على مشروع الحكم الذاتي للأكراد.

وفي هذا الصدد، يوضح الكاتب والصحفي نزار جاف، أنه عندما كان الحزب الديمقراطي الكردستاني ضمن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وافقت مجاهدي خلق على مشروع الحكم الذاتي للأكراد.

وأكد جاف من إنه وحسب ما تردد لمسامعه بشكل متكرر من شخصيات سياسية بارزة في المقاومة الإيرانية فإن هذا الموضوع يمكن أن يمتد ليشمل قوميات أخرى.

وأضاف أن مجاهدي خلق على وعي تام بظروف الداخل الإيراني وتسعى لضمان حقوق جميع الأقليات في إيران الحرة غدا.

وشدد على أن منظمة مجاهدي خلق هي منظمة شجاعة ومرنة واستطاعت خلال فترة نضالها التصدي للقضايا السياسية ذات الطابع الإشكالي بصورة لم تستطع أي من  أطراف المعارضة الإيرانية أو حتى نظام الملالي الحاكم معالجتها والتصدي لها.

وأكد جاف في ختام مداخلته بأن ذراعي منظمة مجاهدي خلق مفتوحة لكل المكونات الإيرانية لمناقشة القضايا المستقبلية في إيران الحرة غدا، وتشكل مظلة جامعة لكافة الإيرانيين من مختلف التوجهات والأعراق.

موقف علني وصريح للمقاومة الإيرانية من قضية الأقليات العرقية في إيران على لسان أحد قادتها البارزين في 27 يونيو2018، وخلال مقابلة صحفية أجرتها جريدة السياسة الكويتية مع السيد محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قال في معرض إجابته على سؤال للصحيفة بخصوص «دور التيارات العرقية في حركة المعارضة الإيرانية من أجل إسقاط النظام» وما هو موقف المقاومة من القوميات في إيران، وهل هناك حركات ذات طابع قومي في منطقة الأحواز و بلوشستان الإيرانيتين، وهل تعترفون بحق الأحواز في تقرير اللمصير، فصرح قائلا: نحن في أدبياتنا وفي سياستنا لا نعرف رسميا شيئا اسمه أقلية، نحن لا ندعي أن الفارس أكثرية، وان الأكراد أقلية مثلا، نحن نعتقد أن المجتمع الإيراني يتكون من أتباع الأديان والقوميات المختلفة وكل هؤلاء يجب أن تكون لهم مشاركة فعالة ومساوية في الحياة السياسية، ولذلك فان شعارنا كان «الديمقراطية لإيران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة»، هذا ما قد قاله السيد رجوي في مارس 1979، بمثابة إعلان الحد الأدنى من برنامج «مجاهدي خلق»، أي الديمقراطية لإيران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة من عرب وكرد وبلوش، وأي قومية أخرى في إيران.

وأستطرد السيد محدثين قائلا: في البرنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في سبتمبر 1981، هناك مادة تؤكد أن من أجل ضمان الديمقراطية في إيران ومن أجل ضمان استقلالها، فان الحكم الذاتي للقوميات المختلفة أمر ضروري. الحكم الذاتي ليس شيئا تم تقديمه كهدية من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و«منظمة مجاهدي خلق» بمثابة أخ أكبر،الحكم الذاتي عبارة عن ضرورة للانسجام والتآلف.

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت