٢٩ من مايو الذكرى (٥٧٠) لفتح اسطنبول بقيادة السلطان محمد الفاتح ١٤٥٣م، تحقيقا لبشرى النبي صلى الله عليه وسلم :”لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”، رواه أحمد والحاكم .

وهو نفس اليوم الذي يصادف فوز رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات التركية 2023..

وقد استبشر ملايين الملايين من مسلمي العالم بفوز أردوغان، الذي كسب قلوبهم بإنجازاته الرائعة، وإذا قلنا إنه صار الآن مثلا أعلى للحاكم المسلم المطلوب.. لَمَا بالغنا.. فقد أثبت أردوغان بمواقفه الإسلامية الشجاعة حبه للإسلام، وأنه يريد استعادة مجده التليد، وعزه السابق العظيم.

أما ماذا أعطى تركيا.. فحدث عن البحر ولا حرج.. إنه صعد بتركيا من الثرى إلى الثريا، إلى سماء التقدم الهائل في جميع المجالات، أخرجها من ورطة الديون القاصمة لظهرها إلى أن أصبحت تعطي الديون للآخرين بعد ما كانت تستدين.. الأمر الذي يدل على الإستراتيجية» الدقيقة الموفقة، التي تبناها أردوغان للنهوض بتركيا، وإقامتها في مصاف الدول الراقية المعطية بعد ما كانت من الدول السائلة الآخذة …

وفوق ذلك .. قام رجب طيب أردوغان بمحاولات مشكورة لإعادة مكانة تركيا مرة أخرى على المستوى الدولي، بعد ما كانت أطلقوا عليها :”رجل أوربا المريض”، و استرداد عظمتها الإسلامية التي كانت من مفاخر المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها .

من هنا .. فالمسلمون في جميع أنحاء العالم استبشروا بفوز أردوغان، و يعلقون عليه آمالا كبارا، ويرجون منه ما لا يرجون من غيره- من الحكام المسلمين- من الخير للإسلام وأهله .

و أمام أردوغان تبعات جسام ، وتحديات خطيرة صارت أعظم وأخطر من ذي قبل .. فتركيا لا تزال تعاني من آثار الفترة -الفتنة- اللادينية التي كانت قطعت صلة تركيا بالإسلام، الذي كان به فتحُ تركيا وعزها وغلبتها، فلا عز لتركيا إلا بالإسلام .

فمن أجل أن تكون للإسلام عودة مرجوة ينتظرها أهله، لابد من إعطاء الأهمية البالغة للنواحي الدعوية والتعليمية والتربوية، فهذه المحاور الثلاث ستلعب -بإذن الله- دورا مهما لتقليل رواسب العهد البائد بل لإزالتها والقضاء عليها، وتسهل لتركيا العودة إلى ماضيها المشرق، ومكانتها الإسلامية.

فامض يا أردوغان على بركة الله، و نصر الله معك، ودعوات مسلمي العالم ترافقك .

أعانك الله، وسدد خطاك، فلعل الله كتب عز المسلمين بيدك، وما ذلك على الله بعزيز، وهو على إعزاز دينه لقدير.. (ولينصر الله من ينصره، وإن الله لقوي عزيز)

لكناؤ، الهند

(الثلاثاء: ٩/ من ذي القعدة ١٤٤٤ھ= ٣٠ /من مايو ٢٠٢٣م ).

من سعيد المرتضي سعدي

باحث الدكتوراه، جامعة شيتاغونغ الحكومية، شيتاغونغ، بنغلاديش مدير، مدرسة الحضارة الإسلامية.