كان فرج فودة مبالغا جدا في هجومه على الأزهر وجماعات الإسلام السياسي، ورفضه لظهور الشيخ الشعراوي في التليفزيون الرسمي، وقتاله من أجل وقف صوت الأذان في تليفزيون وإذاعات الدولة، ودعمه الشديد للتطبيع مع اليهود…

بقلم: يسري الخطيب

يسري الخطيب، كاتب صحفي وشاعر
يسري الخطيب، كاتب صحفي وشاعر

لكن كل ما سبق لا يُبرر قتله، فقد كان تأثيره ضعيفا، والصحيفة التي يكتب فيها (الأهالي) محدودة الانتشار، ولا يقرأ تلك الجريدة إلا بعض المثقفين والشيوعيين والعلمانيين،،

– لم تكن الفضائيات ووسائل التواصل الحالية قد ظهرت،،

ولذا فإن تأثير فرج فودة لا يزيد عن (أصغر كَسر عشري %) من انتشار إبراهيم عيسى، والشوباشي، وعبده ماهر،، وناعوت، والبحيري، وبقية ملحدي مصر الآن على الفضائيات ووسائل التواصل العصرية.

– كانت كراهية ومبالغة فرج فودة الزائدة جدا في هجومه على الأزهر، والإسلاميين والفقه الإسلامي، سببا رئيسا ومباشرا في مبالغة التيارات الإسلامية وقبلها رجال الأزهر، في الهجوم عليه، في ظاهرة نادرة الحدوث.

– قال الشيخ محمد الغزالي، في المحكمة، وقد استمرت شهادته لمدة نصف ساعة:

(إن فرج فودة بما قاله وفعله كان في حُكم المرتد، والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسؤول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التي ينبغي أن يُحاسب عليها الشباب الواقفون في القفص ليست هي القتل، وإنما هي الافتئات على السلطة في تطبيق الحد)

ثم شهد الدكتور محمود محمد مزروعة لمدة ثلاث ساعات قال: (إن فرج فودة كان يحارب الإسلام في جبهتين.. وزعم أن التمسك بنصوص القرآن الواضحة قد يؤدي إلى الفساد إلا بالخروج على هذه النصوص وتعطيلها.

أعلن هذا في كتابه: (الحقيقة الغائبة)، وأعلن رفضه لتطبيق الشريعة الإسلامية، وكان يقول: على جثتي. ومثل هذا مرتد بإجماع المسلمين. ولا يحتاج الأمر إلى هيئة تحكم بارتداده)

– أصدر الدكتور عبد الغفار عزيز (1937م-1998م) رئيس ندوة علماء الأزهر كتابا أسماه: (مَن قتلَ فرج فودة؟) ختمه بقوله: (إن فرج فودة هو الذي قتلَ فرج فودة، وإن الدولة قد سهّلت له عملية الانتحار، وشجعه عليها المشرفون على مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار، وساعده أيضا مَن نفخ فيه، وقال له أنت أجرأ الكُتّاب وأقدرهم على التنوير والإصلاح.)

قال الكاتب «علي سالم» في حفل تأبين فرج فودة الذي أقامته الجمعية المصرية لحقوق الإنسان في نقابة الصحفيين في 25 نوفمبر 1992م: «إنها المرة الأولى التي يظهر فيها المصريون الفرح لموت إنسان وينشرون ذلك في كتاب»

– من الأشياء التي يجب أن نتوقف أمامها، هي فرحة بسطاء المصريين الطاغية بمقتله.. رغم رفض المصريين لمبدأ القتل والدم، ربما لأن بعض الشيوخ نقلوا المعركة لمنابر المساجد، و(شرائط الكاسيت) التي كان تتكلم عن أبي جهل جديد جاء ليهدم الإسلام..

والأغرب من ذلك كانت بعض الصحف والمجلات المصرية الحكومية التي هاجمت فرج فودة بشدّة، ومنها (اللواء الإسلامي)، ولذا كان من الواضح أن الدولة أعطت «الضوء الأخضر» لقتله، والتخلص منه، لتظهر في ثوب دولة الإسلام، وكأنها تقول لجميع التيارات الإسلامية، وعلى رأسها «الجماعة الإسلامية» التي كانت تردد مقولة «الدولة الكافرة» عن النظام المصري، وقتلت فودة بعد ذلك، فجاء رَد نظام مبارك بتقديم الكبش فرج فودة: (احنا مسلمين أكثر منكم)

د. فرج فُودة

– الميلاد: 20 أغسطس 1945م، مدينة الزرقا، دمياط.

– الوفاة: 8 يونيو 1992م، (46 سنة) القاهرة 

– حاصل على بكالوريوس زراعة من جامعة عين شمس.

– عملَ فرج فودة معيدا بكلية الزراعة، جامعة عين شمس، وحصل منها على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975م، ثم درجة الدكتوراه في ديسمبر 1981م، 

– عملَ مدرسًا بجامعة بغداد في العراق، ثم خبيرا اقتصاديا في بعض بيوت الخبرة العالمية، ثم أسس «مجموعة فودة الاستشارية» المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات.

– من أشهر مؤلفاته:

«قبل السقوط» (1984)،

«الحقيقة الغائبة» (1984)،

«الملعوب» (1985)،

«الطائفية إلى أين؟» (1985) 

«حوار حول العلمانية»

بالإضافة إلى مقالاته الأسبوعية في الصحف والمجلات المصرية.