من لا يدرك حجم الفساد بتنوعه وشموله وحصانته والذي طبع العالم وحيازته لقوة هجومية شرسة وجبارة يحتقر أي جهد مبذول في الإصلاح كبر أو صغر.

وكذا يجحد قدر ومكانة المصلحين وهى بمثابة عمليات انتحارية بمعنى الكلمة بمقاييس الدهريين.

ولولا سنة الله في الخلائق والكون من تعارض، حتى رغبات ومصالح أرباب الفساد، ما وجد أهل الإيمان بالله واليوم الآخر ركنًا يسجدون فيه لله.

ولهذا الذين لا يقبلون ولا يتحركون بأي جهد إلا بالحق الخالص والنقي من كل دخن ولو حقير شركاء أرباب الفساد العالمي؛ قدمًا بقدم ويدا بيد،

ومن العجيب أن أرباب الفساد بأنفسهم ومكرهم قد شكلوا فرق منهم لتقود تصورات ومنطق للإصلاح ليفضي إلى نماء فسادهم وشيوعه،

ولهذا كانت محددات ومعالم الصراط المستقيم، وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وصحبه الكرام رضي الله عنهم، وأهل القرون الثلاثة الفاضلة، هي الميزان لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر، وانخرط في أي جهد للإصلاح وليس بعد ذلك مثقال ذرة من خير.