المعضلة الإستراتيجية القادمة لـ«تركيا»!.. الحقيقة أنها معضلة ممتدة منذ أكثر من قرن لكنها في حركية مستمرة  وبأنماط تدافع مختلفة.

والحمد لله بعدما زال نسبيا خطر تشريد المستضعفين من تركيا بل وزال معه مؤقتا شبح تنكيس الهوية التركية.

ينبغي الآن للأمة الإسلامية الوقوف على خطر استراتيجي يهدد تركيا ومعه كامل منطقة الشرق الأوسط

لقد أفرزت الانتخابات التركية 2023 عن معادلة جديدة في الصراع أمام التنافس العالمي ونحن على أعتاب ميلاد أو إجهاض نظام عالمي؛

لقد أفرزت الانتخابات في تركيا؛ «عن جيش عضو في الناتو الأطلسي ورئيس شرقي في شنغهاي الأسيوي»

فهل ستكون تركيا بهذه المعادلة جسرا بين القطبين القادمين وتلعب بثقلها التاريخي العثماني ما أقصى فرنسا التي كانت تمارس نفس الوظيفة الدولية بثقلها الاستعماري القديم؟!

أم أن هذه المعادلة تفرز استقطابا عالميا حادا وتجاذبا داخليا شديدا ،يجعل من تركيا المحيط الأفضل التي تنقل إليه الصراعات وتصرف إليه الأزمات.

هناك ثلاث ملفات كبرى في رأيي يتوجب على أردوغان  العمل عليها في عهدته الأخيرة.

١- استغلال التزكية المعنوية للأمة الإسلامية لمراجعة العقيدة العسكرية التركية بعمق.

٢- مراجعة الاتفاقات التي تحكم توازنات القوى حول تركيا  كملف تأهيل الأسد  والملف الليبي  والقرم الأوكراني والبلقان وملف القوى المعارضة في مختلف البلدان الاستبدادية.

كل هذه الملفات تم محاولة تفكيكها أثناء خطاب الحملة الرئاسية للمعارضة لكنها لحسن الحظ باءت بالفشل لحد الآن.

٣- تمتين الجبهة الداخلية بتهيئة الشعب للقتال حقا عوض التركيز فقط على رفع مستوى الخدمة للمواطن التركي وإيجاد  (أكثر من) خليفة له يحقق الإجماع بين تحالف الجمهور.

وهناك إرث ثقيل أيضا للدبلوماسية العسكرية ينبغي التعامل معه وقد ضمنته فصلا في كتابي الذي سيطبع هذا الأسبوع إن شاء الله.