الحرب على الإسلام منهج شيطاني مستدام منذ بعثة النبي وهذه الحرب لها صور متعددة أخطرها على الإطلاق الحرب الفكرية الساعية إلى تدمير البنية العقدية للأمة عن طريق صناعة الجماعات  الباطنية والسعي نحو تمكينها من مفاصل الدولة لتكون أخبث وأخطر معاول الهدم في جسد الأمة العربية والإسلامية.

لقد فعلت الجماعات الباطنية والفرق المتمردة على الشريعة بالأمة ما لم يفعله الخصوم في ساحة القتال لأن الأمة في زمن المعارك بالسلاح تنتبه وتكون على يقظة تامة أما حينما تجد ثعالب ماكرة قد تحسن استعمال مفردات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ومن ثم كان المكر السبئي في تأسيس مؤسسات المد الباطني المغرب العربي ومصر كان فاطميًا وهو إسماعيلي منحرف مجرم المنبت والحال والمآل وكان في اليمن حوثيا خمينيًا وفي فلسطين عميلًا انتهازيا وفي لبنان حزب الله زعموا ذاك الشيطان الصفوي وفي سوريا الأسيرة كان نصيريا وفي العراق كان شيعيا وفي تركيا ذاك الباطني كليشدار العلوي وفي أفغانستان وباكستان كان عميلا خبيثا سبئيًا وفي مراكز الفكر كان قبوريا صوفيا بدويًا يطبل ليلا ونهارا خلف كذاب يدعى يسري جبر والجفري ودهماء الطرق الباطنية وحكايات الحشاشين الأولياء برواية الأحمق المأفون حول أوكار الدسوقي والبدوي وقبر الحسين الذين زعموا أنه في القاهرة وما هي إلا حكايات الباطنية .

قمة نجاحات المؤسسة الشيطانية الجهنمية تكمن في تأسيس مرابض الفكر الباطني لتكون في خاصرة الأمة سببا لكل فساد وبلاء ومحن في التاريخ والواقع والمستقبل

لم تنجح الحروب المباشرة في وقف المد الإسلامي بل نجحت حرب البدعة في وقف المد الإسلامي فلولا الخوارج لأسلمت الأرض ولو المرجئة لكان الفهم السني السلفي هو المحرك للعقول نحو الإيمان بالله ربا والإسلام دينا ولولا الصوفية القبورية ما كان للعلمانية متلقي في الأمة فثلاثية التدمير تكمن في ثلاث أمراض قاتلة وهي

الليبرالية والتصوف والإرجاء إذا تمكن أحد هذه الأمراض كان الآخران هما النتيجة الطبيعية لتوابعه فلا تجد صوفيا إلا وهو أسير لمؤسسة الإرجاء وفي نفس الوقت تجده ليبراليا من الناحية الفكرية والعقدية والعكس صحيح فما من ليبرالي عربي أو عجمي إلا وتجده أسير وهم التدين القبوري الصوفي وفي نفس الوقت ضحية التصورات الإرجائية نحو قضايا الإيمان والفهم والسلوك لذا ارتبط الخطر العلماني وريث الفكر الصهيوني والصليبي برعاية المنهجية الباطنية المنحرفة وتجاهل القواعد السنية والثوابت السلفية الرشيدة وكل ذلك نتح حال نجاح المؤسسة الدعوية الخدمية في تربية دعاة على أبواب جهنم الباطنية المنحرفة والعلمانية المتصهينة وشربوا من كأس الإرجاء حبا وولاء لمفردات فكر النظام العالمي الجديد الساعي لتمكين كل الأقليات داخل بلاد العرب والمسلمين بمزاعم حرية الفكر والتداول الطبيعي للسلطة ولا يريد هؤلاء المجرمين إلا تكرار محارق المغول ضد بلاد الإسلام بأيدي مفسدين يحملون سيوفا مكتوب على راياتها الله اكبر كما فعل شياطين الخمينية والعلوية في العراق والشام واليمن باسم الولاية كان ضرب مكة بالصواريخ وباسم الولاية كانت محارق الشام وحزام بغداد السني وحملات التهجير لأهل السنة في لبنان. 

فتجد مكة والقاهرة طوفان الجهنمييين الباطنية الجدد في كل سبيل لتكون عواصم البغي الباطني قد اكتمل خطرهم حول بلاد الحرمين فالحوثي من الجنوب وأحفاد الخمينية في بغداد والشام لتكون الأمة العربية والإسلامية على موعد مع تحمل المسؤولية لمجابهة الأخطار الكونية الجهنمية سواء كانت صهيونية خالصة او صهيونية باطنية او صهيونية صليبية أو صليبية علمانية أو ليبرالية قبورية باطنية.

الخلاصة:

في الماضي كان اللعب خلف أوكار المكر وفي الواقع أصبح المكر على المكشوف باسم الديمقراطية يتم تأسيس مرابض الكيد والمكر واللصوصية العقدية والفوضى الفقهية تحت مزاعم وسطية الإسلام التي غايتها السعي الباطني نحو إعادة تشكيل العقل العربي بما يحقق التمدد الباطني من جديد خلف شيخ يعادي السنة والسلفية وآخر يمهد الطريق لعودة الأذكار البدعية والطرق القبورية عندما يتم شيطنة المخالف حال رفضه لبدعة الأذكار الجماعية أو همجية الكشف والقبض الصوفية التي غايتها هجر الشريعة وترك الكتاب والسنة النبوية وعلم الإسناد لتصبح الأمة ما هي إلا حكايات ظاهرها الدجل وباطنها الخلل والخبل والعلل والمحن ولكن هيهات هيهات فيوما ما يدرك المسلمون حقيقة وثنية الدعوات الباطنية بالأدوات العلمانية الليبرالية لتكون السنة والجماعة والسلفية هي منهج النجاة الرباني الذي يكسر كل أوثان الجاهلية المعاصرة والموروثة تحت رايات القبورية البدعية والليبرالية المتحررة والله المستعان.

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر