فاز أردغان برئاسة تركيا لخمس سنوات قادمة. أردغان رئيسا للعام ٢٠٢٨م. فاز أردغان لأنه من الساجدين.

إن صورة أدرغان وهو يسجد سجود الشكر بعد المعلومات الأولية عن الفوز هي التي تشرح سبب فوز أردوغان من ناحية، وتشرح سبب عداء الغرب واليسار لأردوغان. «لولا كان من المسبحين للبث في بطنه ليوم يبعثون». الله ينجي من يقدسه ويسبحه في الابتلاءات الكبيرة، والله ينصر الساجدين، ويشكر لهم أداءهم.

فاز اردوغان في تركيا، وفاز مع أردوغان كل المسلمين في تركيا وفي كل دول العالم. إن اهتمام شعوب العالم الإسلامي بالانتخابات التركية، كما لو كانت انتخابات وطنية في كل بلد هو دليل على أن الفوز كان لكل البلاد والشعوب الإسلامية.

إنك لا تجد انتخابات في العالم حازت على هذا الاهتمام الدولي والإسلامي على وجه التحديد مثل الانتخابات التركية هذه.

الغرب اصطف وتوحد خلف مرشح اليسار كليجدار أوغلوا ماليا وإعلاميا وسياسيا ووظيفيا، وعمل ضد أردوغان بكل قوة، من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة، عمل ضده إعلاميا، وسياسيا، وماليا، ولم يدع له خطأ صغير إلا نفخ فيه وضخمه، لا سيما في باب الاقتصاد وتراجع قيمة الليرة التركية، وتمكن من صرف نصف أصوات الشعب إلا قليلا عن تأييده، وصرفهم عن رؤية انجازاته الدفاعية، والمؤسسية، والقيمية، والحضارية، ولولا توفيق الله ووعي النصف الآخر من الشعب التركي لسقط أردوغان، ولسقطت معه الروح الإسلامية والحضارية الحديثة الي يقودها أردوغان بثبات وعمل متدرج نحو القمة واستعادة مجد الإسلام ومجد الأتراك السلاجقة والعثمانيين.

فاز في تركيا من يستحق الفوز، وخسر من يجب أن يخسر، خسر من أسند ظهره للغرب والأمريكان، وتحالف مع المثليين والشواذ، ومع كل كاره للإسلام ولتجربة تركيا الحديثة، ولولا فضل الله ورحمته بتركيا والمسلمين لخسر أردوغان السباق، وكان فضل الله عظيما.

ماذ يعني أن يوقع ستون عالما مسلما من كبار علماء المسلمين من كل البلاد الإسلامية على بيان يدعو فيه الأتراك للتصويت لأردوغان؟ هذه الدعوة لا نجد لها مثيلا في انتخابات البلاد العربية والإسلامية.

هذه الدعوة تؤكد لنا أن الانتخابات التركية تجاوزت حدود تركيا، وتجاوزت المواطنين الأتراك، وغدت انتخابات للمسلمين في كل مكان، في مواجهة الغرب وأميركا وكل من يعمل لتحطيم التجارب الإسلامية الحديثة قبل نضجها واستوائها وتفوقها.

فاز أردوغان لأن الله وعد الساجدين والمتقين والصابرين بالنصر: وبشّر الصابرين. وبشّر المتقين، ولا نزكي  على الله أحدا. والله مع المؤمنين.

من د. عماد نصار

مدير‏ مركز لسان العرب لخدمات اللغة العربية‏