تغيير القناعات المتجذرة في المجتمعات على مدى قرون أو عقود أمر ليس باليسير بعض السطحيين من الدعاة أو من يقفون في طابور الإصلاح غايتهم تلميع المظهر المجتمعي بشعارات أو رايات ظاهرها قد يبدوا فيه الرحمة لكن تكمن في المآلات حقيقة البلاء المسيطر على المكون العام للواقع.

إن مهمة دعوة التوحيد الرئيسية هي تفكيك عرى الجاهلية الظاهرة والمكنونة في النفس البشرية سواء كانت خالصة الانتماء لباطل الكيان الجاهلي أو تزعم النطق بكلمة التوحيد ثم لا تعيش حقيقة مقتضيات الإيمان بالله ربا أو الإسلام دينا أو محمد رسولا صلى الله عليه وسلم.

كل الجهود المبذولة في الحقل الدعوي ما لم تبدأ بضبط التصور العقدي للفرد والمجتمع والقرية والمدينة والدولة والأمة تعتبر جهود استهلاكية وان حققت بعض مظاهر الصلاح الملموس في الواقع فسرعان ما يقع التدافع بين الحق والباطل وهنا المحنة التي يظهر على صداها حقيقة مكنون القلوب أو محددات العقول والنفوس.

بمرور الزمن  مع شدة الشوق والعمل نحو التغيير للأفضل نجد قوة حاجتنا لقضاء ما تبقى من زمن في تجريد التوحيد وتصحيح المفاهيم والثوابت التي تؤسس لشمولية معركة الوعي والإصلاح الشامل من العقيدة مرورا بالعبادة والفهم والسلوك.

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر