تعتبر اللغة الفرنسية مرتكزا حيويا في المشروع الفرنسي،

وهي لا ترتبط بالهوية الفرنسية بقدر ما هي مرتبطة بالظاهرة الاستعمارية.

والحديث بها ليس فقط تأثرا بثقافة الأقوى والمنتصر، وإنما هو تجسيد للخطوة الأولى من مراحل الإخضاع والهيمنة.

وعندما نتحدث عن العربية لا نقصد بها فقط، أنها مكوّن صلب في الهوية الجزائرية،

وإنما هي أيضا مرتكز حيوي و وجودي في مشروع نهضة الأمة الجزائرية.

فهي ليست مجرد لغة، ولكنها أول خطوة في العملية التحررية.

وتقويتها كأهم أداة من أدوات القوة يعتبر أول مراحل مشروع النهضة.

وقد فهم ابن باديس البربري  مجدد الأمة الجزائرية ذلك جيدا حينما قال

«لإن أبتلع جمرا أحب إليّ من أن أدخل في جوفي حرفا فرنسيا»

إن هذه المفاصلة لم تكن ثقافية أو علمية، بل كانت تحررية وجودية لنا كأمة ضاربة في أعماق التاريخ.

والمطلوب من هذا الجيل، هو الوعي العميق بذلك،

ومطلوب منه كامل الشراسة ضد أي مشروع ضرار يستهدف تجريدنا من هذه القوة الإستراتيجية.

ولإن قالت العرب قديما 

«لِسانُ الفتى نِصفٌ ، ونِصفٌ فؤادُهُ

 فَـ لم يَبْـقَ إَلا صُورةُ اللّحمِ والدَّمِ»

فكذلك بالنسبة إلينا اليوم

إن نصف مشروع نهضة الأمة الجزائرية ثورتها،

ونصف لسانها. 

ولا يناسب مشروعا حضاريا إلا لغة حضارية.