تلاحقت ردود فعل الإيرانيين على إعدام نظام الملالي ثلاثة من سجناء الانتفاضة في طهران، بتهمة الصلة بمنظمة مجاهدي خلق وقتل عقيد في وحدة الحرس الخاصة و2 من الباسيج، في محاولة يائسة من الولي الفقيه لمنع تحرك فوالق الزلزال التي كان قد حذر مرات عديدة من تحركها المحتوم. 

في عدة مناطق من طهران، بينها اكباتان، هتف الآلاف في وضح النهار بعد أنباء الإعدام، من أعلى أسطح المنازل بالموت لـ«خامنئي السفاح» مؤكدين على الاستمرار في الصمود حتى النهاية، ومع الظلام تحولت عشرات الأماكن في طهران وعدة مدن مسرحًا للانتفاضات، فيما جددت حركة الشباب عهدها لشهداء الانتفاضة بمواصلة طريقهم حتى الإطاحة بالنظام. 

ترافقت هذه التطورات مع تحذيرات وسائل الإعلام الرسمية وأوساط النظام من انعكاسات تزايد تنفيذ أحكام الإعدام وتأثيره على النظام، حيث أشارت بوضوح إلى أن الأشخاص الذين كانوا في الشوارع أثناء احتجاجات العام الماضي لم يتبخروا في الهواء، فهم يبحثون عن وصلات وفروع أخرى من شأنها زيادة قوتهم، ووصفت إحدى الصحف الصمت والهدوء بالماء تحت مستودع قش كبير. 

يعلم خامنئي قبل غيره أنه لا توجد وسيلة للسيطرة على انفجار المجتمع، ففي أعقاب فشل مشروع بناء سد يعترض سيول الانتفاضة ـ يتمثل في تنصيب إبراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 رئيسا للبلاد وإجراء جراحة داخلية للنظام أدت لإزالة أجزاء كبيرة منه ـ اندلعت انتفاضة الستة أشهر في العام 2022، لتهزّ نظامه، وتجعله أكثر عرضه للسقوط. 

يراهن الولي الفقيه على إسكات الإيرانيين بصدمة شديدة للمجتمع، وتأتي  زيادة عمليات الإعدام في هذا السياق، لكن الشعب الإيراني الذي يعيش وضعا ثوريا لم يصب بالصدمة، لم يصمت عند نشر خبر إعدام 3 من سجناء الانتفاضة، ووجه صفعة قوية لخامنئي و قواته القمعية. 

يجد الولي الفقيه نفسه قاب قوسين وادني من السقوط، مع النتائج العكسية التي تأتي بها موجات الإعدام غير المسبوقة، لكنه لا يستطيع التوقف عن جرائمه، في ظل عدم وجود طرق أخرى للتعامل مع المجتمع المتفجر. 

تحول رأس النظام الإيراني إلى وحش جريح، ضعيف، ومحشور في الزاوية، يبحث جاهدا عن طريقة للاحتفاظ بتوازنه، من خلال الإمساك بما تصل إليه يديه، لكن تسجيل حالات الإعدام أرقاما قياسية جديدة يشعل النار في مصيره أكثر وأكثر، لأن المجتمع أدرك حقيقة أن الرد على الإعدام هو زيادة نيران الانتفاضة.

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت