بعد سقوط الخلافة الإسلامية أُضطرّت الأمّة أن تخوض حرب وجودها باجتهادات وفق وسائل كنّ عليها أكثر مما كنّ لها ..

1- إجتهاد النظم داخل هيئات ومؤسسات النظام الدولي الجديد الوارث للخلافة الاسلامية العثمانية

إنّ الخريطة الجيوسياسية التي أفرزتها الحرب العالمة2 جعلت الدول تحتكم للهيئات الدولية الثلاث لضمان السيطرة تحت مسمى الشرعية الدولية ..وأقصد بها

-مجلس الأمن -الأمم المتحدة –صندوق النقد الدولي- المحكمة الدولية…

وقد روعي فيها أدقّ التفاصيل خاصة بعد التجربة الفاشلة لدول المحور وعصبة الأمم والمعاهدات الاقتصادية المختلفة بعد الحرب العالمية الأولى.. ولم يتيحوا للدول المنهزمة والضعيفة إلا هامشا ضيقا مسموحا به من الإجتهاد خارج المنظومة الدولية طالما تأكدوا أن التحكم بمخرجاته أمر مسلّم به..

وهكذا كان هذا النوع من الإجتهاد للنّظم الوظيفية المتخلّقة بعد سقوط الخلافة ..هزيلا ..خانعا.. تابعا ..جرّ علينا خزيا مضاعفا ومزيدا من الأغلال..

وكان ذلك بمثابة أول السحر وأغلظه عقدا ، وأكبر مجاري تفريغ الغضب الجامح في ضمير الأمة الإسلامية التي لم تستسغ السقوط فراحت للإجتهاد الثاني..

2- الاجتهاد داخل المدارس الإسلامية الممتدة

أ- أولها المدرسة السياسية

ولعل أبرزها حركة الإخوان غير أنها ومن نحى نحوها راحت تبحث عن الحلول داخل أُطر النُّظم والتي هي أساسا أدوات بيد خصومها من الطوائف الدينية والعسكرية المغروسة في الحكم ..معتمدة إستراتيجية إستهداف الكتل البشرية إصلاحا وتوظيفا في مشاريع سياسية تحت السقف المسموح به –يعني المتحكم فيه-..فكلما كان تجاوزا جاءت العصا لترد الجميع إلى بيت الطاعة وكانت السلمية دين الإسلام والإسلام دين السلم…

لكن مع تكرر الإجهاض وتراكم الإحباط راح غلمان هذه المدرسة يتفلّتون من أيدي رهبانها نحو الإجتهاد الثالث خاصة بعد فشل النخبة في إدارة الصراع والأزمات المتتالية حتى صارت كلمة النخبة مرادفة للمسبّة

ب- المدرسة الجهادية

لقد كان الجهاد الأفغاني المحيط الأنسب لتبلور هذا الإجتهاد لظروف عدة وتقاطع مع مصالح الأعداء التقليدين..

فكان إجتهادا أعاد لنا نفحات أمجاد العز وبطولات فاقت أداء عظماء خلّدتهم صفحات التاريخ قلة منهم ما زالت على قيد الحياة …

لكن سرعان ما راحت هذه المدرسة تنقسم على نفسها وتنغلق في أداءها نتيجة لعلوّ السقف وضيق الأفق السياسي وافتقار الساحة لخبرات كافية تفي بمتطلبات تسيير الكتل الشعبية وهيكلة ومأسسة الدولة ..

لكن أخطر ما سقطت فيه المدرسة الجهادية أنّها ارتضت في أغلب مراحلها وساحاتها جهادا يطمئنّ لغضّ طرف الأعداء -عند تقاطع المصالح- و السقوط في فخاخ الجهات المموّلة المخترقة أحيانا.

خصوصا إذا قررنا أن عمر المشاريع العدوة والمهيمنة قائمة على تجارب تراكمية بعشرات السنين واهدافها الإستراتيجية بعشرات السنين أيضا..

في حين أن عمر أي مشروع جهادي لا يتعدى عمره عشرية أو يزيد قليلا كفكرة..

وبين السنة وال5سنوات كجيل قيادي وفاعل..

أضف إلى ذلك علو السقف وانسداد الأفق كاستراتيجية ثابتة ..فكان ناتجهم الإجمالي المحرقة المتجددة لذخر هذه الأمّة الإستراتيجي -الأجيال الغاضبة والتوّاقة للمجد تحت ظلّ الشريعة..ثم ياتي العدو فيقطف ثمرة جهادهم..

(تجربتا تحرير افغانستان ومالي خصصت لهما دراستان منفصلتان)

جـ- مدرسة التزكية والتصفية

يبقى الإشارة لإجتهاد مدرسة التزكية والتصفية ممثلة في التبليغ والصوفية حيث أوغل الفريقان في التجرّد حتى أفرغوا العبودية من معاني الحكم والدولة.. على إعتراف بفضل أداءهم على الصعيد الدعوي والتربوي..

لكن ما يثير الإنتباه أن الحراك الذي تعيشه الأمة وحجم المآسي التي تستثيرها جعل غلمان هذه المدرسة أيضا يتفلّتون من عباءة رهبانهم.. ليشكلّوا ظاهرة فريدة.. أشبه بظاهرة الصوفية المقاتلة المجاهدة والتي كان الأمير عبد القادر في الجزائر وعمر المختار في ليبيا والإمام شامل في القوقاز من أبرز معالمها…وصولا الى النقشبندية التركية ..

3- الحدود الفاصلة (القاتلة)

ما أريد أن أخلص إليه هو أن الإجتهادات الأربع طيلة هذه العقود ومنذ سقوط الخلافة الإسلامية اشتركت جميعها في صفات قاتلة استراتيجيا -على اختلاف أداءها –

أ- الإجتهاد في الهامش المسموح به فقط من قبل قوى الهيمنة

والقاعدة تقتضي أنه (ما تحكم بمدخلاته يسهل توظيف مخرجاته

ب- الإعتماد على الأداء النخبوي دون استدعاء جميع مكونات الأمة مما جعلها رهينة بل وضحية تدليس المشيخة وتهور الأداء الزعامي والاختراق.

جـ- الإنغلاق القطري في الأداء -حتى على صعيد المُكوّن البشري الواحد- دون أن يكون كل قطر عمقا للآخر مما سهل تطويقهم ومنع مدد بعضهم لبعض .

د- اعتماد وسائل الدولة الحديثة للوصول إلى “السلطة المحدودة ” ،وهي ذات الوسائل التي أسست أصلا لتثبيت الهيمنة و مواصلة تفكيك المفكك من أمم وأقطار ونفوذ، كالذي يحمل فأس عدوه ليستأصل به شأفة رأسه او رأس أخيه .

«دع الحال وحكّم المبال»:

حكمة في اراثنا الحضاري قالتها جارية فقيهة لمسألة في المواريث أشكلت على القاضي عياض عن خنثى مشكل

لكنها فعلا مسطرة لنقيس بها ما هو للأمة وما هو ضدها من اجتهادات على مستوى المشاريع السياسية

فكل حركات ما يسمى بالإسلام السياسي وهو مصطلح هندس ليتم التسليم بالاسلام العلماني والذي يقوم على نفس أسس الجاهلية الأولى

(ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله)

أقول كل هذه الحركات دخلت اللعبة الديمقراطية باعتبارها مساحة آمنة للمناورة على حقوق السلطة

وأوهمت نفسها وأوهموها أنها فعلا مساحة آمنة ويمكنهم خوضها بأقل الخسائر، ونثروا لهم قليلا من الرز على على قارعة الطريق إلى الفخ ..

لكن ماذا حدث

– خرج إخوان مصر هاربين «من رجالة زي الذهب» مشردين في الأرض. وقتل رئيسهم في سجون السيسي غما وهما على بؤسهم و جبنهم و خورهم .

– وانخرط إخوان المغرب كدعاة لمبادئ الثورة المضادة لوقف انتشار المد الثوري للثورات العربية، ثم انتهى بهم المطاف لشرعنة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتأصيل الشرعي والسياسي لأمير المؤمنين به .

– وإخوان الجزائر بكل أطيافهم التنظيمية رافقوا الانقلابيين بكل أنواعهم وأطيافهم منذ التسعينات وانتهى بهم المطاف إلى شرعنة الانقلاب على الحراك الجزائري بل وتأصيل ذلك على أنه إبراء للذمة أمام الله! داعين عموم الناس للتصويت على رئيس جلب اشد الانقلابيين دموية منذ التسعينات إلى سدة الحكم!

ثم أخرحوا جميعا من السلطة كالفول بلا حمص كما يقال.

– الغنوشي الذي شردته آلة القمع طول حياته، أرجعته الثورة ليصل لسدة الحكم، فأدار ظهره لها باجتهادات ديمقراطية جمبازية بهلوانية

ثم ماذا تفكك متواصل لقواعده في النهضة وحالة تيه غير مسبوقة يعيشها عناصر حركته بعد إذلاله و ألزج به في السجن دون أن يتحرك أحد حقيقة ليفك أسره، عدا ما رسمه هو بنفسه من طرق سلمية كالشجب والندب والنوح والاستجداء لدى منظومة شرسة، كشرت عن انيابها وهي مستعد للقتال حتى الموت كي لا يرجع الاسلام في تونس .

واخواننا المشارقة ليسوا بأفضل حال منا في العراق الذين اقتنعوا فعلا أن أمريكا أهدت لهم الديمقراطية بدباباتها و ثم عممتهم بالعمائم الايرانية .

وحماس التي أجازت لنفسها الارتماء في الحضن الصهيونية المتشيعة ، وترى أن كل من تعاون مع الصهيونية المتهودة ردة عن الدين وتخابرا أمنيا!

وفرقوا بين الدم السوري والدم الفلسطيني

وانتهى بهم المطاف بمباركة عودة بشار السفاح للجامعة العبرية ، الذي أوغل في دماء اخوانهم الشاميين المسلمين!!

والذي قتل من المسلمين أكثر مما قتله اليهود الغاصبين!

أما جزيرة العرب التي أصبحت جزيرة الكرب ،فذل مذقع و قهر مخز ، وردة اخلاقية غير مسبوقة وخروج جماعي من التاريخ .

ويعيش علماءها الربانيون غربة ما بعدها غربة في السجون.

أما الشعوب التي آمنت بمثل ما آمنت به تنظيماتهم، فقد سحقت جميعها، في الخليج والأردن ولبنان و مصر وتونس والمغرب وموريتانيا، اللهم إلا بعض العصب في ليبيا وسوريا واليمن وبعض دول الساحل الافريقي.

ولا تسل عن الايغور في الصين وبورما والفلبين والبنغلاديش والهند وسيريلانكا، والقوقاز الذي افرغ من شبابه المسلم إما تهجيرا او تقتيلا في اوكرانيا.

وأعود لمثال جاريتنا الفقيهة مرة أخرى لأتكلم عن تركيا «دع الحال و حكّم المبال»

وهنا أشارك ما قاله الاستاذ شريف الجابري

بأن (الناخب الذي أعطى أردوغان صوته من أجل عَرَضٍ دنيوي قريب سرعان ما بدّل رأيه وانقلب عليه حين قرصتْه الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة، والناخب المشحون بالمشاعر القومية، التي عزّزها الحزب وبنى عليها إلى جانب المشاعر الإسلامية لتوسيع دائرة تأثيره، انفضّ عنه أيضًا مع زيادة منسوب العنصرية بسبب الوجود السوري والعربي في تركيا.

ثمة جيل واسع من ملايين الشباب ولدوا في هذه البيئة المنفتحة وفي تركيا الجديدة التي شيّدها أردوغان، ولم يشعروا كالأجيال السابقة بمخاطر الدولة العلمانية المتطرّفة التي كانت تحارب تديّنهم وتصادر حريّاتهم فضلا عن تخلّف الدولة والصناعات والمعيشة في عهدها وتبعيّتها للغرب بلا أي طموح لبناء القوة والخروج من هذه التبعية المذلّة.

ومعيار هذا الجيل الجديد الذي أقرّه حزب العدالة والتنمية وغيره من الأحزاب في اللعبة الديمقراطية هو الوعود الانتخابية وتحقيقها، فمن يحقق لنا المصالح الدنيوية التي ترفع من مستوى معيشتنا نعطيه صوتنا سواء كان أردوغان أو غيره،

ومن يقصّر في ذلك نفكّر في تغييره، ونظنّ أننا في بيئة ديمقراطية حقيقية لا يمكن لأحد يصعد إلى سدّة الحكم فيها من إعادة الاستبداد والقمع وتحطيم المنجزات التي تحققت حتى الآن سواء على مستوى الأمن والعدالة والحرية أو على مستوى قوة الدولة وتقدّمها الصناعي والسياسي على وجه التحديد.

صحيح أن هناك قاعدة صلبة واعية تدرك مخاطر عودة الأحزاب الأتاتوركية إلى الحكم على تديّن الشعب وقيمه وحريّاته بل واستقلال الدولة وقوتها، وصحيح أن حزب العدالة قد ساهم في تعزيز الوعي الشعبي حول خطورة حكم العسكر والاستبداد ومصادرة آراء الناس وحرياتهم، ولكن نتائج الانتخابات منذ 2014 حتى يومنا هذا تشير إلى تراجع مستمرّ يشي بأفول التجربة تدريجيّا وضرورة تغييرها، ذلك أنّها رهنتْ نفسَها لقواعد اللعبة دون محاولة تجاوزها أو تغييرها أو العمل الكثيف على محاور أخرى تكون هي الأساس في جذب الحاضنة الشعبية المتنامية، وقواعد اللعبة هذه مرتبطة بشكل أساسي بالوعود الانتخابية الدنيوية وتحقيقها باعتباره شرطًا في الاستمرار.

إنّ القاعدة الصلبة التي عاشت مرحلة القمع والاضطهاد والتخلف والتبعية لن تتزايد بشكل ذاتي، بل تحتاج إلى عملية توريث متنامية للأجيال الجديدة، وإلا فإنّ تجربة حزب العدالة وأردوغان ستكون أسيرة تجربة حزبية سياسية ترتبط فاعليّتها في تحقيق ما حقّقته بوجودها السياسي في البرلمان ومؤسسة الرئاسة، فإذا ما خرجت من هذه اللعبة أو صارت في دكّة المعارضة باتت جميع المنجزات الضخمة المهمّة التي تحققت على مدى أكثر من 20 عاما على كفّ عفريت!) انتهى

ان الوقوف على التجربة التركية سيجد أنها تحمل في أحشاءها العديد من بذور الفشل والتفكك، وأهمها:

١- وهم ما يسمى «بالثورة الصامتة» الإصلاحية داخل منظومة الهيمنة.

٢- تجاوز الهوية الأصيلة في عمليات بناء المجتمع والمؤسسات، والارتكاز على هوية نتجت هزيمة كبرى في صراع حضاري لا يقبل التزاحم.

٣- النهج الخدمي الصرف الذي يحقق رفاه المن والسلوى لكن سرعان ما يطلب الجيل الجديد الفول والبصل.

٤- الإرتكاز على النظم الوظيفية وحصر التعامل مع الأمة الإسلامية في حدود الإطار الانساني فقط، ذات الاطار الذي تنخره القومية التركية كأحد مرتكزات هوية «الإنسان التركي»

٥- تلاشي الرسالة القرآنية في بعدها الغيبي والحكمي أمام الرسالة القومية والليبرالية في المناهج التربوية والتعليمية، مما أفرز ظاهرة تلاشي الحدود بين المشاريع الحضارية و المشاريع الخدمية عند الجيل الذي نشأ في عهد اردوغان.

٦- تماهي العقيدة الديبلوماسية الخارجية مع عقيدة المنظومة المهيمنة بشكل يجعل تركيا تفقد عنقها الحضاري والاستراتيجي.

إن ما شهدناه في الحملة الانتخابية الرئاسية لمدعاة لمراجعة عميقة للنهج القائم على (أسلمة العلمانية إلى جانب الديمقراطية الليبرالية)

لقد أتحدت كل قوى المعارضة ليس فقط ضد الفكرة الاسلامية المحضة فإن أردوغان لم يطرحها أصلا، وإنما كان العداء الشديد لنهج اردوغان وهو يحاول أسلمة العلمانية، نعم لقد أظهرت المعارضة غيرة شديدة على عقيدتهم العلمانية ، لقد قالوها بكل وضوح في حملاتهم الرسمية، نريدها علمانية خالية من كل «الشوائب الإسلامية»، بل ونريدها خالية حتى من كل انسان يحمل فكرة علمانية متأسلمة

والمدهش أنهم لم يستهدفوا بخطابهم العنصري هذا العرب والأفغان وغيرهم لكن استهدفوا حتى الأتراك أنفسهم كما حدث مع متضرري الزلزال في مناطق المعارضة والذين صوتوا لصالح أردوغان،

لقد تم طرد العديد منهم من فنادقهم وعقاراتهم وتم شتمهم بأقبح العبارات!

بل ولقد امتدت أصواتهم من الخارج ليصفوا الشعب التركي الذي صوت بالغالبية المطلقة في البرلمان لصالح كتلة أردوغان أنه شعب ألف الدكتاتورية!! وأنه يستحقها!!

 وقد سمعت ناطقا باسمهم على قناة فرنسية بهذه التعابير..

طبعا لم يتملقوا عناء طرح سؤال بسيط

ديكتاتور وهو الآن في الجولة الثانية!؟؟

لا علينا، لكن هنا نتساءل فعلا عن جدوائية الوسيلة الديمقراطية أمام خصوم يرونها أداة لإقصاءك ليس إلا!

وماذا عن السيناريوهات المحتملة كالخسارة فيها أو انقلاب أو وفاة رجل قد يكون الوحيد الذي يمكنه تحقيق الاجماع ضد خصومه داخل الكتلة المنتخبة لصالحه؟

 مثير للخوف، حقا، أن يكون خصمك مستعد لنصب المشانق لك بعد نجاحه ديمقراطيا، وأنت لم تمكن شعبك من أدوات الدفاع عن نفسه وخياراته سوى مبادئ ديمقراطية لا يأبه العالم المتوحش باغتصابها أمام الملإ العالمي

إن السلمية شعار رومنسي وجميل، لكنه لا يغير في موازين القوى في شيء.

 لم تكن السلمية أبدا أقوى من الرصاص ولم يكن الرصاص أبدا أقوى من الصواريخ.

إن السعي لامتلاك أدوات القوة من أهم الأهداف الاستراتيجية التي تحفظ مكتسبات الأمة.

فأي استراتيجية لا تنتهي بتحقيق القوة هي في الحقيقة أداة في تثبيت الباطل على كل حال، والهزيمة معجلة او مؤجلة على كل حال.

إن جاريتنا الفقيهة رضي الله عنها اختصرت لنا كل المسافات الذهنية لمعرفة طبيعة أي مشروع

هل هو اجتهاد للأمة أو يؤول ضدها؟

دع الحال وحكم المبال إن بال كالأنثى فهو أنثى

وإن بال كالذكر فهو ذكر.

وبذلك حلت لقاضي القضاة مسألة أشكلت فعلا عليه في المواريث.

إن القضية المركزية للأمة الإسلامية هي أن تؤمن أن الله هو الملك في هذه الأرض كما أنه هو الملك في السماء،

وأن عليها أن تقبل تكاليف الدفع الشامل للباطل أمام هجمته الشاملة

وأن قضية الحركات الإسلامية المنبثقة عنها هي أن تكون طليعة هذا التدافع الضخم.

إن التهرب من هذا الاستحقاق التاريخي هو فعلا انتحار استراتيجي .

ألا إنها ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله.

مع الأسف أصبحت عقيدة يدين بها الخصوم ويهرب من تباعاتها الصالحون.

والايام حبلى.