والتعصب السياسي والغلو في الانتماء الحزبي والولاء على فرع الانتماء والتضحية بأصل الانتماء يعتبر قاعدة الخلل في البناء الاجتماعي للأمة العربية والإسلامية في الواقع المعاصر.

ومن أعظم الإشكاليات عزوف البعض من المصلحين عن فتح هذا الملف حفاظا على مفردات البناء النفسي للشركاء في الرؤية المجتمعية والسياسية في الواقع المعاصر ظناً منه أن في الولاء على فرع الانتماء يحقق خيراً للأصل المنشود وهذا يعتبر جناية لأنه سعي لإدخال الجمل في سم خياط عقول أصحاب البلاء الطائفي والمذهبي والحزبي ولن يبرأ منه إلا من تعامل مع الحزب على أساس قاعدة البناء الإداري وليس الولاء العقدي فقد يؤيد حال الصواب شرعاً وقد يخلع الولاء من قلبه للحزب حال مخالفة الحزب لقاعدة الولاء الأممية الإسلام والسنة والأمة أو مشتقات المكون العام لها فيما يعرف بالدولة القطرية القائمة على مصالح البناء المجتمعي لمن داخل الجغرافية الخاصة بها حال عدم الوصول للأصل الجامع وهو الأمة العربية والإسلامية.

لماذا يسعى ضحايا الطائفية السياسية إلى شرعنة الولاء السياسي الخاص بهم بالعمل على لي نصوص الشرع هل تقوم الأساسي إلى البناء الجماعي للأمة الإسلامية بحيث يتعامل أبناء التنوع السياسي مع مفردات الرايات الخاصة بهم كبديل مقبول للراية الأم وهي الأمة أو الإسلام أو السنة؟

إلى متى يغرد أبناء الأمة العربية والإسلامية خارج سرب الولاء الجماعي للأمة؟

ماذا ربحت الإسلاميون من فكرة الجماعة البديل للجماعة إلام وهي الأمة؟

إلى متى يستمر الإسلاميون في تيه حراسة أغلفة الولاء الخاص بهم على حساب التضحية بقاعدة الولاء العام للأمة بصفة عامة؟

هل ينتظر الإسلاميون أمرًا خارقاً للسنن الجارية لكي يقوموا بفكرة المراجعات من جديد لتفكيك الولاء الطائفي بدمجه في البناء العام للأمة العربية والإسلامية؟

متى نتعلم ثقافة حراسة محاضن الأخوة الإيمانية حال الخلاف السياسي أو المذهبي أو الإداري أو الاجتماعي؟

هل من العقل أن تكون كل تنوع سببا الخلاف وكل خلاف سببا للنزاع وكل نزاع سببا للصراع؟!!

كيف يليق بنا أن نترك إخواننا فرصة وفريسة لكي يستثمر فيهم المخالفين لنا خلاف تضاد؟

إن لم نصنع من المخالفين لنا من أخواننا شركاء فسوف يصنع بهم المعادين لنا أعداء؟!

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر