الثابت أن اي حدث ذو بعد عالمي إلا وأثر بشكل مباشر على الساحة الجزائرية:

1-  بعثة النبي أدى لصعود أمة الإسلام وسقوط فارس والروم و فتح الشمال الإفريقي.

2- فتح القسطنطينية تحول الجزائر لقوة بحرية تملك مفاتيح البحر المتوسط لأربع قرون.

3- سقوط الأندلس أدى للغزو الاسباني  للغرب الجزائري وهران.

4- صعود الإمبراطوريات (بروسيا – البرتغال – اسبانيا) أفرز الغزو المتكرر للشمال الإفريقي على رأسه الجزائر.

5- صعود بريطانيا وفرنسا، أعقبه حرب صليبية احتلت فيه الجزائر كاملة، هروب الداي وقيام دولة الأمير عبد القادر.

6- الحرب العالمية الأولى، أعقبها الصدمة الكبرى لأمة الإسلام بسقوط الخلافة وهذا أفرز فقدان الجزائر لمرجعيتها الدينية والسياسية التي ساست بها نفسها لألف سنة.

7- تفكك عصبة الأمم وقيام الحرب العالمية الثانية أفرزت نظام الثنائية القطبية الأمر الذي شجع اندلاع الحركات التحررية وقام جيل التحرير بإجلاء المحتل الفرنسي في بضع سنين.

8- تشكيل النظام الدولي (هيئة الأمم المتحدة) تحت هيمنة القوى المنتصرة وظهور الجمهورية الجزائرية الأولى المتعاونة مع المحتل كانت هذه صيغة الاستفتاء مع الأسف.

9- سقوط الاتحاد السوفييتي وانكساره في أفغانستان تزامنت معها احتجاجات أحداث 5 أكتوبر 1988 في الجزائر.

10- تفكك الاتحاد السوفييتي إلى دويلات ودخول العالم تحت الهيمنة الأمريكية كقطب واحد، دفع إلى تحول النظام في الجزائر بطريقة سريعة من الاشتراكية إلى الليبرالية، أعقبها انفتاح سياسي أفرز التعددية الحزبية وفوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأغلبية ساحقة.

11- ظهور الثورات العربية أفرز الحراك الشعبي الأصيل المبارك 2019، وتم دسترة بهذه الصفة كعيد وطني قبيل الانقلاب عليه.

12- حالة وباء عالمية كورونا 2019 تدخل الجميع في أزمة مالية خطيرة.

13- الانكسار العالمي الكبير للحلف الأمريكي في افغانستان2021 يتزامن مع انكسار فرنسا وحلفاءها في الساحل الإفريقي أفرز تحرر مالي من النفوذ الفرنسي.

مما أدى لتوريط الجيش الجزائري باستلامه الملف الأمني في مالي نيابة عن فرنسا، بموجب اتفاقية التعاون و الدفاع المشترك، مما يجعل الجيش الجزائري وجها لوجه مع حرب مليشيات ممتدة على طول الساحل الإفريقي.

 14-  الغزو الروسي لأوكرانيا مع الصعود الصيني  جعل النظام في الجزائر بصورة مفاجئة يقفز قفزة خطيرة نحو الحظيرة الشرقية بزعامة الصين وروسيا.

ولا ندري مدى انعكاساتها وأي موجة داخلية ستفرزها هذه الأحداث العالمية بهذا التوجه الجديد،

 لكن بالاستقراء التاريخي أعلاه يمكن القول إن:

1- الموجة محتملة جدًا.

2- وإنها ستكون مفاجئة وعنيفة وربما أسرع مما حدث في السودان والذي هو أيضا يخضع لذات المعادلات التاريخية التي تحكم الجزائر.