إن تعويم مصطلحات الاحتلال في الوسط الأكاديمي من أخطر أدوات الاحتلال.

بعد 1920 قامت بريطانيا بتقسيم جزيرة العرب إلى دويلات ثم قضت على ثورة العراق التحررية بإرسال 2500جندي ورسمت حدوده بالمسطرة مع الأردن وشكلت جيشا عميلا  اسمه جيش الخلاص الوطني  ليقضي على جيش التحرير العراقي.

ومنذ ذلك الحين أصبح يقال عنه أكاديميا وسياسيا وإعلاميا جيش العراق و القوات المسلحة للعراق  والمؤسسة العسكرية للعراق  ويمول بثروات العراقيين و يجند فيه  أبناءهم ويقتلون تحت رايته..

ونشأ جيل لا يعرف عنه إلا أنه جيش العراق المجيد..الذي هدد بقصف الكيان الصهيوني  بل وقصفه بقرار من صدام.

الذي هو أيضا ما يظن أن قواته فعلا «جيشا عراقيا»!!

 وهو في الحقيقة لا يعدو إلا أن يكون قوة احتلال مموهة في ثوب جيش وطني.

بعد 80 سنة في 2003 قامت أمريكا وبريطانيا بغزو العراق.

وتم حل وتفكيك ذلك الجيش الذي انتهت صلاحيته وخان معظمه قيادته وشعبه وجاء الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، فأعدم صدام بأيدي الخونة وفكك جيشا كان يروج له أنه أكبر أقوى جيش عربي بجرّة قلم. 

ونصب برلمان العمالة سموه صوت الحرية وقالوا إن أمريكا وهبت لهم الحرية بالدبابة.

وقام بريمر بتشكيل جيش جديد سموه الجيش العراقي الوطني سليل جيش التحرير الأمريكي 

ومنذ ذلك الوقت مضت 30 سنة ونحن لا نسمع من الإعلام والأكاديميين والسياسيين إلا جيش العراق وبرلمان العراق ومؤسسات العراق و… و…. و

وهو في الحقيقة جيش الاحتلال وقانون بريمر وبرلمان الخونة ومؤسسات المافيا وتم اعتماد لفظ الجلالة على راية الخيانة.

واليوم في السودان بقايا من جيش السودان الذي احتلت به الشام وأجزاء من أفريقيا المسلمة وبعض المليشيات والمرتزقة الخونة الذين لا يخفون انتماءهم العضوي للمحتل ولا بالعدو الصهيوني انقلبوا على الخيار الشعبي 2020، وقتلوا الشعب في الميادين، وجلبوا الغزاة وشركاتهم،

ثم تعدوا الحدود وراحوا يقمعون ثورات الشعوب في ليبيا ومالي وتشاد وإريتريا وبوركينافاسو.

ولم يكفهم ذلك فراحوا يقتتلون فيما بينهم ويهجرون الشعب السوداني وإلى الآن تشتغل آلة تدميرهم

ومع ذلك نسمع في الإعلام 

«الصراع بين الأخوة في السودان»!! و«أزمة الجيش السوداني» و«صراع الأجنحة في السودان» النزاع العسكري و«الصراع على السلطة بين برهان وحميدتي»

ولا يزال الوسط الأكاديمي يطلق وصف الجيش السوداني على المتناحرين جهلا أو إمعانا في التزوير وقلب الحقائق.

الحقيقة الواضحة أنه ليس بجيش للسودان، فالجيش لا يهجر أهله ولا يقتل أهله ولا يخون أمته!

والحقيقة أنهما «برهان وحميدتي» «نسختان رديئتان جدا» من الطغاة الذي يدمرون الأوطان ويجلبون الغزاة.

إنه ليس «جيش السودان»

وإنما هو مفرزة متقدمة لجيش احتلال السودان الذي أنهى تموضعه العسكري داخل وحول السودان ينتظر إنهاك الشعب لتتشكل عنده القابلية للاحتلال من كرف الأعداء الأصلاء مقابل عفن وتفسخ وهمجية الأعداء الوكلاء.