يصادف الخامس من شهر مايو، الذكرى الثانية والتسعين لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان لها فضل كبير -بعد الله- في الحفاظ على الإسلام والقرآن ولغة القرآن في هذه الربوع، كما كان قسطٌ كبير من ذلك -أيضا- لغيرها من الأفاضل والمربّين والعلماء والشيوخ  والمجاهدين، المعروفين منهم والمغمورين.

وهذه الجمعية الجزائرية العريقة (بغض النظر عن الآراء الشخصية!) أمانةٌ تاريخية في أعناق الجزائريين جميعا، وليست لبعضٍ منهم دون بعض، فهي منهم وبهم وإليهم. 

وعلى الجزائريين -جميعا مهما اختلفت مشاربهم-:

1- الحفاظ عليها وعلى مكانتها؛ لأنها مِلكٌ لهم جميعا، وعِزٌّ لهم جميعا.

2- والقيام بمهامها الشريفة، أو الإعانة على ذلك؛ لأنها لخدمتهم جميعا.

3- والسعي لاستمرار رسالتها وعطائها، لأن ثمرة ذلك لهم جميعا.

4- والمحافظة على استقامة مسارها، وسلامة مناهجها، وصلاح أعضائها؛ لأنها تمثلهم جميعا، وتخدم دينهم جميعا، وتضحي من أجل وحدتهم جميعا.

وليس ذلك كلّه خاصا بأعضائها فقط؟

فلا تتركوها للضياع، ولا تتخلوا عنها، وهي تناديكم، ولا تزهدوا فيها وهي ذُخرُكم جميعا. وتعاونوا جميعا معها على ما ينفع البلاد والعباد، واتركوا نفثات العَداء وما يسقط قدسية الإخاء، وارفعوا راية الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، فإن الواقع تَغيّر، والزمن الحالي غير الزمن الغابر.

واعلموا أن ألفة المؤمنين الآن تحت راية الإيمان الحق والإسلام  الجامع والإحسان المبارك، أولويةُ الأولوياتِ في جزائرنا الحبيبة، في هذا الظرف العصيب، فلا تقدموا على ذلك شيئا بعد الشهادتين والواجبات العينية المعروفة.

فإن لم تنفعوها بشيء؛ لسبب من الأسباب، أنتم أدرى به، فلا أقل من صرف الأذى عنها، هي وغيرها من الكيانات والزوايا والمؤسسات والجمعيات الربانية الصادقة، والعلماء والشيوخ الربانيين الصادقين، فذلك لكم صدقة كما تعلّمنا من رسول الله .

والله الموفق.