توقع مركز الأبحاث الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “مينا وتش” أن تلعب الصين دورا بارزا في التوسط بين الحكومة الفلسطينية، ودولة الاحتلال، بعد أن توسطت لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران. 

 

واستند المركز إلى مكالمة هاتفية جمعت بين وزير الخارجية الصيني ونظرائه في فلسطين ودولة الاحتلال، والتي خلالها أعرب الأول عن استعداد بلاده في التوسط بين الطرفين.

 

ورأى المركز أن هذه الجهود تعكس رغبة الصين في زيادة نفوذها الإقليمي في الشرق الأوسط، بعد تراجع الدور الأمريكي والأوروبي في الآونة الأخيرة، متأثرين بالحرب في أوكرانيا، وقبلها جائحة كورونا. 

 

ويدعم هذا الجانب أن الصين بادرت بنفسها في اقتراح إجراء محادثات بين الطرفين، فكما ذكرت وكالة الصين (شينخوا)، فإن وزير الخارجية الصيني تشين جانج هاتف نظيره الصهيوني، داعيا إياه بإتخاذ خطوات “لاستئناف محادثات السلام”، وأعلن أن “الصين مستعدة لدعم ذلك”.

 

وتكرر الأمر نفسه في محادثة أجراها مع رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، مشددا على أن الصين تدفع نحو إجراء محادثات سلام تقوم على حل إقامة دولتين. 

 

واستطاعت الصين أن تقتنص فرصة التوقيت المناسب لطرح مبادرتها، فالتوترات تزداد في المنطقة، بعد أن أدانت الدول العربية اقتحام حرم المسجد الأقصى، وما أدى إلى اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

 

وردت السعودية على هذه الأحداث، بأن “اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى يقوض جهود السلام”.

 

يقال إن تشين أخبر نظيره الصهيوني أن الصين “قلقة بشأن التوترات الحالية بين إسرائيل وفلسطين وأن السيطرة على الوضع ومنع الصراع من التصعيد أو حتى الخروج عن السيطرة هي الأولوية القصوى في الوقت الحالي”.

 

تستخدم الصين مؤخرًا سلاحا دبلوماسيًا، حيث توسطت في استئناف العلاقات في مارس بين إيران والسعودية، وهما خصمان في منطقة كانت الولايات المتحدة فيها القوة الدبلوماسية الرئيسية منذ عقود. وقال تشين “أعادت السعودية وإيران مؤخرا العلاقات الدبلوماسية من خلال الحوار ، ووضعتا مثالا جيدا للتغلب على الخلافات من خلال الحوار”.

 

في فبراير، بعد محادثات بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قدمت بكين أيضًا خطة سلام لأوكرانيا، داعية جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد النووي ولكن لم تطالب روسيا بسحب قواتها. وبينما رفض الزعماء الغربيون الاقتراح إلى حد كبير، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطة بحذر لكنه قال إنه لن يكون مقبولاً إلا إذا سحب بوتين قواته من جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة.

 

من الأمة