إن تناول مصطلح الفدرلة بدرجة من التسطيح المفرط.. الغاية منه تعميم تداوله لينقل من مساحة الرفض في الوعي الجمعي للمجتمع إلى مساحة التداول والنقاش تمهيدا لخلق مستويات نفسية تتخلق فيها لقابلية للمصطلح.

ومن ثمة عرض المشاريع المحققة له كواقع.. ثم عسكرة الهوية والأفكار لجعله حالة قابلة للمأسسة.. ثم الترسيم.. ثم الاعتراف أوالشرعنة.

فما دلالات المصطلح الآن؟

إن إلقاء المصطلح في الهواء الغرض منه التعويل أن تستقبله أوتتلقفه مستقبلات نشأت في خضم الأزمة ومنها

 ١- هواجس الانسداد السياسي والاحتقان الهوياتي: ليكون خيارا من بين الخيارات في المستقبل القريب..

٢- الأمننة: ونقصد بها خلق هاجس امني ما ثم جعله مركز الأزمة

٣- الشعبوية: لاشك أن هذا العمل الخبيث مُخرج في مخابر نفسية دقيقة حيث يكون المصطلح في مستواه السطحي قابلا للتفاعل مع الساحة التي تطغى عليها الشعبوية.

٤- تقنية معتمدة دوليا: إن تداول المصطلح الآن يعني أن ملفه كان مطروحا منذ فترة..لكن لم يعرض على مركز الهيمنة لاعتماده إلا قريبا.

٥- مشروع التقسيم: تداوله الآن يعني أن جهات مؤثرة ونافدة أخذت على عاتقها التبشير بالمصطلح كمشروع للفدرلة تمهيدا للتقسيم.

أين نقطة ضعف مشروع الفدرلة؟

نقطة ضعف هذا المشروع تكمن في المصطلح ذاته

فالفدرلة عملية هندسية على مستوى الجغرافيا والديموغرافيا عمرها 4..سنة لحل مشاكل أوروبا بعد الحروب الطائفية وتصادم الإمبراطوريات.

وكان الحل كالشر الذي لابد منه للحفاظ على أقل مستويات الوحدة على ما يسمونه الدولة الأمة: NATION STATS

فهومسكّن وليس علاج لأمراض أوروبا..وحتى أمريكا لاحقا والى الآن..

إذا الفدرلة عندهم كانت للحفاظ على «مفهوم الأمة» الهش وبالتالي الحفاظ على الحد الأدنى من أسباب قيام الدولة ووحدتها

أما مشروع الفدرلة الذي تتقيّح به رؤوس الظلاميين «زعموا أنهم تنويريون ومثقفون»؛ إنما الغرض منه تقسيم البلد لقطع من كعكات النفوذ بين المستعمرين التقليديين والفواعل الجديدة المهيمنة من غير الدول كاللوبيات المالية والشركات الأمنية والتقنية والعسكرية والظلامية..

فالفدرلة تقنية معتمدة قديما في الثورة المضادة لإخضاع الشعوب وأحكام السيطرة شأنها شأن تقنية الانقلاب والاختراق.إلى الغزووالاحتلال…

وكان ذلك منذ ثورة الفلاحين ضد الإمبراطوريات وحكم الكنيسة في أوروبا وقيام ثالوث الشر (الصليب +حكم الاقطاع+بارونات المال) كثورة مضادة ضد الطبقة المسحوقة من المجتمع

فالظلاميون عندنا لا يقصدون بالفدرلة تلكم التقنية التاريخية لحل المشاكل الجغرافية والديمغرافية للشعوب الغربية خاصة بعد حرب الثلاثين سنة التي تلتها اتفاقية واستفاليا 1648

وإنما عملية تسهل إعادة توزيع اسهم السبي والغنائم من الدول المنهزمة والامم المنكسرة

اوقل تقسيم المقسم على مستوى المستعمرات القديمة.

وخلاصة ما في الفدرلة انها مسار من مسارات تفكيك الامة الجزائرية

تقسم علينا اسهم الخضوع

وليس فدرلة تقسم اسهم السيادة كما كانت في فترة الخلافة الاسلامية اوما كان بين الدول الاوروبية في فترة فض النزاعات الكبرى التي أنشأت العالم الوستفالي الحديث.