القارئ للتاريخ والمتابع لحقيقة الواقع يعلم علم اليقين أن متوالية المكر الصهيوني مستمرة ولن تتوقف لأنها جزء من المخطط الشيطاني المعادي للبشرية بشكل عام والأمة الإسلامية بشكل خاص.

لم تدخر المنظومة الصهيونية والصليبية الوسع في الضرب على كل المحاور لنشر الخراب على كامل الجغرافيا الغربية والإسلامية

فبعد مرور قرن من الزمان أو يزيد أثناء حقبة الاحتلال المباشر لبلاد العرب والمسلمين

الذي تم من خلاله تكوين رموز التدمير للأمة بصورة فجة وقبيحة جدا للاحتلال غير المباشر عن طريق وكلاء تمرير المناهج الغربية بشقيها الصهيوني والصليبي بالأدوات العلمانية تارة والليبرالية تارة أخرى.

هل تتوقف جاهليات الغرب عن تأسيس علل الهلاك لبلاد العرب والمسلمين؟

إن شهية أهل الإجرام الصهيوني والصليبي لن يوقفها مجرد الأماني والأحلام والصراخ على صفحات التواصل

أو التسويق لفكرة الصدام داخل بلاد العرب والمسلمين بمزاعم الإصلاح

فلا إصلاح يأتي بعلل الفساد أبدا والغرب الشيطاني يدرك هذه الحقيقة جدا

لذا نجح في فتح مكاتب لصناع التيه داخل الأمة الإسلامية بعمومها بمزاعم النقد للفساد ليكون من توابعه نقضا لكل مكونات الأمة

ونشر الصراع والخراب داخل بلاد العرب والمسلمين وكأنهم يقومون بتسويق رؤية خبيثة بجناحين،

الأول إذا أرادت الإصلاح جعلته صفريا فوقع الخراب

وإذا تركته تمدد الباطل حتى نجح في جعل التخريب لمقومات الأمة جزءًا من المخطط الجهنمي المعادي للواقع والمستقبل

وما أحداث السودان إلا نموذجا يحدد لك بوصلة هذا الأمر الخبيث.

أي تغيير يفهمه حميدتي ذاك العقل المستلب ليكون أجيرا عند غربان الشركات العابرة للقارات

التي تسعى لنقل حالة الصراع الروسي الأوكراني من بلاد الغرب إلى بلاد العرب والمسلمين؟

تعلمنا من التاريخ أن الشيطان يربي عقلا فاسدا لتدمير غيره من المستسلمين تحت وهم التعظيم للرتب العسكرية المسروقة

كما فعل حميدتي أو تحت العمامة المجوسية التي تم إطلاق عليها لقب المرشد العام للثورة الخمينية الأصل

لتكون دليلا عند من عقل لهم سواء قبورية أو صوفية  أو طائفية وظيفية بشعار إسلامي متعجل  أو علماني ماكر.

لماذا السودان؟

إن كارثة الحكم الشمولي الديكتاتوري دائما تورث المجتمع حالة من فقد بوصلة المحضن الآمن لتربية العقول وتنمية النفوس.

لقد نجح شيطان التقسيم التابع لذئاب البيت الأبيض في شراء ذمم ونفوس المرضي والضحايا

ومن ثم تم قطع جنوب السودان عن جسد الأمة ليتم رفع سقف الطموح عند المجرمين

لتحقيق مزيد من التخريب وتوطين القوات الغربية تحت شعار الدولة الفاشلة

لتهديد قلب العروبة مصر الكنانة حفظها الله من كل سوء ثم تستمر متوالية نشر التيه داخل بلاد العرب والمسلمين فهل من مدرك لحجم الكارثة؟

رأس الكارثة تكمن في تجاهل الحمقى لعلماء الدولة السودانية الكرام في شتى المجالات وجعل المستقبل رهن عصابات الشر الجاهلة

التي يقودها عميل لتحقيق أهداف وكلاء الحرب وتجار الفساد على منابع النيل والحضارة والتاريخ.

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر