الأمة| أعلنت السعودية عن إرسال وفدًا من مسؤولين كبار إلى العاصمة اليمنية صنعاء للتباحث مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران حول إحلال السلام في اليمن وسط تهميش واضح لدور الحكومة الشرعية.

جلس الوفد السعودي برفقة مسؤولين من سلطنة عمان مع قيادات الجماعة المسلحة التي انقلبت على الشرعية في اليمن وأطاحت بالحكومة من العاصمة وأدخلت البلاد في أتون الحرب حتى اليوم.

السعودية التي أنفقت أموالًا طائلة لمحاربة الحوثيين منذ إطلاق الشرارة الأولى لعاصفة الحزم في مارس عام 2015 بهدف استعادة «الشرعية» اليمنية من مليشيات الحوثي ذهبت بنفسها مؤخرًا إلى معقل الانقلابين في العاصمة المحتلة صنعاء بهدف إحلال السلام على البلاد.

في حين همشت الرياض دور الشرعية اليمنية المتمثلة في مجلس القيادة الرئاسي الذي جرى تشكيله داخل السعودية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عبد ربه منصور هادي من سدة الحُكم.

يرى مُحللون أن السعودية كان عليها السعي في مباحثات إحلال السلام أولًا من بوابة مجلس القيادة الرئاسي وليس الذهاب إلى صنعاء للجلوس مع المليشيات المسلحة.

ترحيب حوثي وتهميش للشرعية

الخطاب الإعلامي للرياض تغير بشكل كبير تجاه القضية اليمنية ولم يُعد مصطلح الشرعية يُردد كثيرًا مثلما كان يحدث قبل عقد شهر العسل مع نظام الملالي في إيران الداعم الأول للمليشيات الحوثية.

الحكومة اليمنية الشرعية بدورها لم تُعلق حتى الآن على المساعي السعودية لإحلال السلام ولم تُعلن موقفها مما يحدث وكأن شهادة وفاتها باتت تُكتب أمام أعينها بأيادي سعودية.

على الجانب الآخر، التقى رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي، مهدي المشاط التقى، الأحد، فى العاصمة صنعاء بالوفدين العُماني والسعودي بحضور السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

القيادي الحوثي عبر خلال اللقاء، عن امتنان جماعته لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان، ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام.

تأتي زيارة الوفدين العُماني والسعودي إلى صنعاء، بعد إعلان جماعة الحوثي على لسان عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي، التوصل إلى تفاهمات مع السعودية، في كافة الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن مطلع أكتوبر الماضي، وملف تحقيق السلام الشامل. مؤكدة أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين؛ مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل.

أحلام أطراف الحرب

المحلل السياسي، عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث في اليمن، رأى أن الأطراف اليمنية لم تُحقق أهدافها سواء الحكومة الشرعية أو جماعة الحوثي وكذلك اليمن وإيران.

وقال عبد السلام محمد عبر حسابه على موقع «تويتر»: «لا الحوثي حقق حلمه بالوصول إلى مكة ولا الشرعية حققت هدفها باستعادة صنعاء ولا إيران حققت طموحها باخضاع السعودية ولا السعودية قضت على مخاوفها باسقاط نظام الملالي».

واتفقت السعودية وإيران الشهر الماضي على إعادة العلاقات بعد عداء استمر لسنوات دعمت خلالها كل دولة أطرافا متحاربة في صراعات بالشرق الأوسط منها حرب اليمن.

ومؤخرًا، طار وفد سعودي إلى طهران والتقى بمسؤولين من نظام الملالي وتباحثا حول جهود إعادة فتح السفارة السعودية هُناك، كما يُجرى تنسيق زيادة مماثلة لوفد إيراني إلى الرياض خلال الأيام المقبلة.

ويتخوف يمنيون من التضحية بالشرعية اليمنية المتمثلة في مجلس القيادة الرئاسي لصالح شرعنة الجماعة الانقلابية المسلحة المدعومة من إيران بعد تقارب الأخيرة مع الرياض.

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث