حتى لا يضيع عليك رمضان هذا العام هذه ثلاث عشرة وصية بين يديك:

1) اتل جزأين كل يوم، تبدأ بالأول بين أذان الفجر والإقامة وتتمه بعد الفجر، وتبدأ بالثاني بعد العصر وتتمه بعد الإفطار، وبهذا يتحصل لك في الشهر ختمتان.

2) اجعل رمضان فرصةً للانطلاق في إدراك تكبيرة الإحرام أربعين يومًا؛ لتحظى ببراءةٍ من النار وبراءة من النفاق بإذن الله وفضله.

3) حافظ على خماسية الذِّكر: بأن تكرر كل ذكر منها مائة مرة وهي:

أستغفر الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم صل على محمدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل محمد.

4) امكث في المسجد بعد صلاة الفجر وحتى الشروق، وصل ركعتين؛ لتخرج بعد ساعةٍ واحدةٍ بأجر حجةٍ وعمرة تامة تامَّة تامة بإذن الله وفضله.

5) اقتن تفسيرًا متوسطًا،

وابدأ مشوار التفسير من رمضان هذا العام، واقرأ ما شاء الله أن تقرأ، وواصل بعد رمضان حتى تنهيه ولو طال الزمان.

وأنتخب لك واحدًا من هذه التفاسير الثلاثة: تفسير الوسيط لسيد طنطاوي أو تهذيب تفسير الطبري لصلاح الخالدي أو عمدة التفسير لأحمد شاكر،

فإن أردت تفسيرًا من مجلدٍ واحد فأختار لك «المختصر في التفسير» أو «المعين في تدبر الكتاب المبين» للشيخ مجد مكي وفقه الله.

6) حافظ على صلاة ركعتين طويلتين

إما قبل النوم أو قبل السحور أو بعده، واجتهد أن تطول فيهما ما استطعت، فلا يبني الإيمان بالركعات الخفيفة، واحرص فيهما على السر؛

ففي الحديث:

«صلاة الرجل تطوعًا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين درجة».

صححه الألباني.

 ومما يعينك على التطويل وحسن الصلاة أن تحفظ أذكار الصلاة؛ فإنَّ لها دورًا فعَّالًا في جلب الخشوع والانتفاع بالصلاة،

وقد جمعتها في ورقةٍ واحدة وتم نشرها على قناة التليغرام الشخصية،

وأوردت أكثرها مع الشرح في كتاب «دليل المعتكف» وهو منشورٌ على الشبكة.

7) الصائم لا ترد دعوته،

وكم من بابٍ بقي مقفلًا طيلة العام، ثم جاء رمضان يحمل المِفتاح، فاستثمر فرصة رمضان؛ فالدعاء فيه مسموع مرفوع، فحدِّد أدعيتك،

وألح على ربِّك، ولا تيأس ولا تعجل، وركز على ما تشتد إليه حاجتك من أمر الدين والدنيا، واستثمر مواطن الإجابة؛

كالسجود وبين الأذان والإقامة وفي السَّحر وعند الفِطر، فإذا اقترب المغرب فأقبل على الدعاء،

فإذا أذن المؤذن وأخذت تفطر.. فلا تضيع هذه اللحظة الغالية بالحديث مع غيرك، فهنا تتمة العمل، وهنا الجائزة.

8) لا توجع قلبَ أحدٍ في رمضان،

فتلطف مع الجميع ما استطعت، واجتهد أن تدخل السرور على قلب من تُعامل، وأن تزيح كربته،

ولو استطعت التصدق على ذوي الحاجة أو أن تفطر بعض الصائمين.. فافعل، وطوبى لمن آتى المال على حبه.

9) التزم صلاة التراويح مع الإمام وصل الوتر معه،

واتل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة قبل نومك، وآخر إحدى عشرة آية من سورة آل عمران فور يقظتك، وقم الليل بمائة آية،

وصل الفجر في جماعة؛ فإنَّ أجرَ كل عملٍ من هذه الأعمال الخمسة قيامُ ليلةٍ كما جاء في الأخبار.

10) خفِّف من الإفطار والانشغال بوسائل التواصل ما استطعت، وكلما شعرت بضعفك أمام ذلك تذكر قول الله: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.

11) تعمق في التعرف على الله تعالى في رمضان

من خلال جودة التدبر في التلاوة، والقراءة في معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.

وأقترح لك كتاب «شرح الأسماء الحسنى» للشيخ عبد الرزاق البدر، أو «ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها» للشيخ الجُليِّل، أو هنيئًا لمن عرف ربه، للشيخ خالد أبو شادي،

وكذلك كتاب «موسوعة أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى»، للدكتور محمد راتب النابلسي، وهي متوفرة على الشبكة مسموعةً ومرئيةً كذلك.

ولئن نجح كثيرٌ من الدعاة والمشتغلين بالعلم في تعليم الناس توحيد الألوهية..

فما أخذ توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات حقهما من العناية والاهتمام رغم محوريتهما في سكب الإيمان في أعماق القلب،

وعلاج الأدواء النفسية؛ كالاكتئاب والإحباط واليأس والتوتر وأضراب ذلك.

12) انو أن تعتكف العشر الأواخر،

فإن تعسَّر ذلك فاعتكف جزئيًّا بأن تجعل مقرَّك المسجد وتخرج لما يتأكد الخروج إليه ثم تعود،

واشترط في نيتك الخروج لما تخرج إليه؛ فعسى الله أن يكرمك بأجر اعتكافٍ كاملٍ بإذنه وفضله سبحانه.

وأخيرًا: 13) رتب خُطَّتك واكتبها واستحضرها جيدًا،

وحدد عدد الختمات والمقدار الذي تحفظه أو تراجعه والمسجد الذي تصلي فيه التراويح وغير ذلك؛ فإنَّ المرتبك قلَّما يحسن،

ولو تعجَّل فربما كان على شيءٍ من التوتر، وخير التربية والعمل ما كان في هدوءٍ بعيدًا عن التوتر أو الضجيج.

والله هو الموفق وحده.

من وليد كسّاب

عضو اتحاد كتاب مصر