عمدت الصهيونية والصليبية العالمية إلى منهجية نشر التفرق داخل بلاد العرب والمسلمين لذلك صنعوا الباطنية الشيعية والفرق الضالة كالقرامطة والإسماعيلية والدروز..

وما تبعها من محارق الطائفية داخل بلاد المسلمين مرورا بفكرة القومية العربية لتكون كيانا قاسم لوحدة الأمة الإسلامية الجامعة ليتمكنوا من صناعة نزاعات بين العرب والأكراد أو بين العرب والفرس أو بين الفرس والبلوش أو بين الفرس والبشتون أو بين البشتون والاوزبك أو بين الأوزبك والطاجيك أو بين الأتراك والأكراد أو بين الأكراد وعموم القوميات..

كل هذه الصراعات تعتبر صراعات وظيفية ليتمكن شياطين النظام الدولي من تمرير مخطط «سايكس بيكو»

الذي قام على وضع حدود جغرافية بين أبناء اللغة والدين والنسب بمزاعم هذا مصري وهذا ليبي أو سوداني أو فلسطيني

في حين تجد الدين واحد والعرق واحد واللغة واحدة والنسب واحد.

الولاء على حدود الجغرافيا ينتصر

فأصبح الولاء على حدود الجغرافيا ينتصر على أصل الولاء على حدود الإسلام والأمة الجامعة لتكون نواة صلبة عصية على التفرق أمام شياطين النظام الصهيوني والصليبي العالمي .

كيف لو أدرك العرب والمسلمون حقيقة قوميتهم الجامعة خلف دينهم الرباني ولسان القران الكريم الجامع لكل الأطياف؟

كيْف لو أدرك العرب والمسلمون أهمية تنحية النزاعات الوظيفية بين الأشقاء في الأمة العربية والإسلامية الجامعة لأطياف متعددة؟

لمصلحة من يتم قيام الإعلام الفاسد ذو العقل الوظيفي لمن يدفع أكثر بجريمة هدم روح الأخوة الإيمانية بين أبناء الأمة العربية والإسلامية؟

متى يدرك المسلمون أهمية الاعتصام رغم التنوع في بعض الرؤى الخاصة بكل فصيل أو كيان داخلي داخل الانتماء الجامع للأمة العربية والإسلامية؟

مَتى يدرك الغرب والشرق أنهم يتعاملون مع أمة الإسلام بعيدا عن هوس النزاعات الوظيفية المذهبية التي قوام حل مشاكلها داخل المراكز البحثية والمساجد بين أهل العلم بعيدا عن تدخل الجماهير في دعم الفريقين لمجرد العصبية القبلية أو المذهبية؟

متى يدرك شباب الأمة مخاطر سقوطهم في تيه معادلة بوش الأب الظالمة التي تقول من ليس معنا فهو ضدنا؟

لماذا لا تتعلم الأجيال تطبيق معادلة من ليس ضدنا فهو معنا خاصة في حال تمدد الصراع الوجودي مع الصهيونية والصليبية والباطنية الخمينية التي هي جزء من كيان الجاهلية المعاصرة الوريثة لحقد يهود وبني صليب؟

برامج التشويه

متى يدرك العقل العربي والإسلامي مخاطر برامج التشويه العقلي لعموم العقل الجمعي للأمة الإسلامية والعربية عن طريق السقوط في تيه النزاع الكارثي أمام تمدد الخطر الصهيوني والباطني الخميني؟

ماذا لو أدرك المسلمون حقيقة المسؤولية الكونية الجامعة لهم أمام الخطر الصهيوني والصليبي والباطني في العراق والشام واليمن ولبنان وفلسطين؟

متى نفهم أن الخير كل الخير ليس في كثرة نزاعات أهل الباطل الصهيوني وان كانت مهمة جدا والقلب يفرح بها تمام الفرح والله نسال أن يدمرهم شر تدمير؟

المسؤولية والمهمة تكمن في كيف تستغل الأمة حالة الفشل المجتمعي داخل الكيان الصهيوني؟

كيف نسعى للتواصل داخل أمتنا وفتح محاور الحوار بين جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية؟

لماذا نستدعي فكرة صفرية الحوار بين أبناء الأمة العربية والإسلامية مع إمكانية التعايش الفكري والثقافي والاجتماعي بين الجميع؟

متى ننجح في التأصيل لفكرة اغتنام نقاط ضعف الأعداء الوجوديين للأمة العربية والإسلامية خاصة الكيان اللقيط الصهيوني المحتل لفلسطين؟

متى نصون جهودنا المهدرة من الهلاك؟

هل أدركنا مخاطر وقوع الأمة في النزاع الوظيفي الخادم لغربان الكيان اللقيط الصهيوني؟

متى نفهم أن نزاعات تنوع العقول يحاكمها الصحيح المنقول والمفهوم المجمع عليه بين أهل الفقه والأصول؟

هل أدركنا أن قوة الباطل لا تقضي على أهل الحق أبدا بل المهلك لأهل الحق هو تنازعهم وعجزهم عن التلاقي والاعتصام؟

متى يفهم العرب والمسلمون أنه لا توجد قوة على وجه الأرض بها 320 مليون مواطن لهم رب واحد ورسول واحد و دينهم واحد ولهم لغة واحدة وجغرافيا واحدة وقبلة واحدة إلا الأمة العربية،

وهم يمثلون نواة الأمة الإسلامية الصلبة التي يصعب على المجرمين تفتيت كيانها إلا بعد محاولات ماكرة من شياطين الخارج والداخل؟

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر