الإخوان جماعة فشلت وانتهت «سياسيا»، هذا رأيي ورأي الكثيرين غيري،

والدليل على ذلك أنهم من بعد وفاة الشيخ حسن البنا لم ينجحوا في معترك سياسي واحد،

والنجاح هنا لا يُقصد به النجاح الانتخابي، فذلك مُشاهد وواضح.

ولكن النجاح السياسي أعمق من مجرد أن يرفعك الناسُ حاكما أو نائبا في البرلمان،

أو أن يكون لك وجود في المحافل الإقليمية والدولية، النجاح كما يخبرنا التاريخ والسياسة والعلاقات الدولية = العلم بالواقع،

والقدرة على تحقيق أفكارك وتنفيذ تطلعات الناس، ثم حماية مشروعك بكل الوسائل الممكنة.

 وهذا ما فشل فيه الإخوان منذ أفرج عنهم السادات وحتى مجيء السيسي، بل أقول هذا ما فشل فيه الإخوان من المحيط إلى الخليج اللهم إلا حماس،

وهذه أكثر أفرع الإخوان تطورا في فهم السياسة والحكم وفهم الواقع الدولي

فها هي اليوم يستقبل زعماؤها في القاهرة والجزائر وإسطنبول والدوحة ودمشق وطهران وغيرها لأنهم أمر واقع.

حضّر الشنطة

فالسلطة في مصر كانت بسهولة جدا تقبض عليهم وتفرج عنهم بمزاجها، وأصبحت مقولة «أحضّر الشنطة» أو «حضّر الشنطة» تختزل هذه الحقيقة المسخرة.

وإذا قال قائل من قيادات أو أفراد الإخوان نحن لا نستطيع أن نواجه السُّلطة ونحن دعاة لا قضاة،

ونحن ناس مسالمون غلابة أي أمين شرطة ممكن يعلّم علينا عادي ما دام يملك مسدسًا أو فرد خرطوش،

قلنا لهم إذن أنتم فشلتم في إدراك معنى السّلطة والسياسة والقوة والدولة الحديثة والعلاقات الدولية

بل وتاريخ الفطرة الإنسانية في التعامل مع كرسي الحكم من أيام دول وقبائل ما قبل طوفان نوح وحتى يومنا هذا،

بل فشلتم حتى في إدراك الطبيعة الاجتماعية للمصريين في الصعيد والبدو ووجه بحري الذين يدركون أهمية القوة في موازين العلاقات اليومية فيما بينهم.

 وقد أدى فهمكم المغلوط إلى ضياع أنفسكم، وضياع الأبرياء والأذكياء وأحلام الناس معكم، وتلك غلطة فادحة،

بل وأثبت واقعكم بعد مجيء السيسي أنه مزريًا أيضًا بسبب الاحتراب والتشتت والانقسام والاختراق،

حتى أدركت الدول التي تعاطفت معكم، ودافعت عنكم أنكم ورقة فاشلة؛

لذا تحتاجون أفرادا وجماعة إلى المراجعة الفكرية، والاعتراف بأنكم فشلتم وستفشلون إن عدّتم بنفس الفكر السياسي العقيم هذا،

وهو فكر أساسه الثقة المطلقة والتبرير وخرافة القيادة الحكيمة وعدم الشفافية ورفع القيادات من خلال نظام الشِّلل الداخلي، هذا إن عُدتم بشكلكم القديم!

هذا المقال متعلق بمقال سابق يشكو فيه الناس من الغلاء،

وقد ذكرت أن السبب الرئيسي يعود إلى استخدام لمحمود بانجو وتمرد والراقصين والراقصات

الذين تسببوا في رحيل مرسي ولم يصبروا عليه. فقط حتى يكتمل المشهد العام،

ولا يظن المتابع أني أنزل الخطأ كله على فئة دون أخرى.

من د. بسام العموش

أستاذ العقيدة والفرق في الجامعة الأردنية