أصدر “مركز المشاركة العالمية” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، تقريرا جديدا يوضح محاولات روسيا نشر معلومات مضللة حول “الأسلحة البيولوجية الأمريكية والأوكرانية”.

 

وعرض التقرير المؤلف من ثماني صفحات، معلومات ونظرة شاملة على جهود التضليل واسعة النطاق التي تتبعها روسيا من أيام الاتحاد السوفيتي وحتى الحرب الحالية في أوكرانيا.

 

وأشار التقرير إلى أن “روسيا، مثل الاتحاد السوفيتي من قبلها، تحاول نشر ادعاءات كاذبة لعقود من الزمن حول الأسلحة البيولوجية في محاولة لخلق عدم ثقة في الجهود العالمية السلمية ومؤسسات الصحة العامة التي تتصدى للتهديدات البيولوجية”.

 

وجاء في التقرير أنه “منذ الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، زاد استخدام روسيا لنظام المعلومات المضللة وضاعفت الدعاية الروسية من حجم وكثافة المعلومات المضللة حول الأسلحة البيولوجية في محاولة فاشلة منها لصرف الانتباه عن غزوها لأوكرانيا، ولتقليل الدعم الدولي لأوكرانيا، ولتبرير حربها غير المبررة”.

 

وقال مركز المشاركة العالمية إن “لروسيا تاريخا في اتهام الآخرين بالقيام بما تفعله هي نفسها، ولا يختلف الأمر كثيرا في مزاعم الأسلحة البيولوجية الأخيرة المتعلقة بأوكرانيا”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد أن روسيا تواصل الحفاظ على برنامج أسلحة بيولوجية هجومية، وذلك في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية”، وفقا للتقرير.

 

وأبرز التقرير الدور الأمريكي للحد من الأسلحة البيولوجية عبر الأعوام الماضية، موضحا أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، عملت الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء والمنظمات الدولية للحد من التهديدات الموروثة من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية للاتحاد السوفيتي في دول الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا”.

 

لكن الكرملين يقدم الآن بشكل خاطئ هذا التعاون السلمي على أنه نشاط عسكري بيولوجي أمريكي مزعوم في الخارج، وفقا للتقرير.

 

ويرى المركز الأمريكي أن روسيا أساءت مرارا وتكرارا استخدام موقعها كعضو في العديد من المنتديات الدولية لنشر هذه الأكاذيب. لكن الكرملين لم يذكر في معلوماته المضللة أن روسيا شاركت بنشاط في هذه البرامج حتى أوقفت التعاون من جانب واحد في عام ٢٠١٤.

 

وقدم التقرير العديد من الأمثلة على المعلومات المضللة التي نشرتها روسيا منذ بداية الحرب، بما في ذلك واحدة من “أبرز مزاعمها الكاذبة بشأن أن الولايات المتحدة عملت مع أوكرانيا لتدريب جيش من الطيور المهاجرة والبعوض وحتى الخفافيش على حمل الأسلحة البيولوجية في روسيا”، وهي المزاعم التي وصفها التقرير بـ”السخيفة “.

 

وأوضح التقرير أن هذه المزاعم الكاذبة تنتشر من خلال “نظام المعلومات المضللة والدعاية الروسية، مثل وسائل الإعلام التي يمولها الكرملين والمواقع المرتبطة بالاستخبارات الروسية” و”الخبراء” المزعومين الذين يتحدثون إلى الصحافة الروسية.

 

وسلط مركز المشاركة العالمية، أيضا، الضوء على اللجنة البرلمانية الروسية التي تحقق في ما يزعم أنها “مختبرات بيولوجية أمريكية في أوكرانيا”، والتي قال التقرير إنها تنشر معلومات كاذبة حول الأسلحة البيولوجية دون تقديم أي دليل موثوق.

 

وكدليل على حسن النوايا الأمريكية، أشار التقرير إلى أن أكثر من ألف عضو في المجتمع العلمي وقعوا على رسالة يفندون فيها ادعاء الكرملين، قائلين إن عمل مختبرات الأبحاث البيولوجية السلمية في أوكرانيا “لا يعني أي تطوير للأسلحة البيولوجية أو حتى استخدام مسببات الأمراض الخطيرة في هذه المختبرات”.

وأضافوا أن “قائمة السلالات المدمرة التي نشرتها وكالة ريا نوفوستي الروسية ووسائل الإعلام الروسية الأخرى لا تحتوي على سلالة واحدة خطيرة”.

 

وتمتثل أنشطة التعاون، وفقا للتقرير، في المساعدة السلمية التي تقدمها الولايات المتحدة لحلفائها في اكتشاف تفشي الأمراض المعدية والاستعداد لها. لكن تسعى روسيا بدلا من ذلك إلى تصنيف هذه الأبحاث السلمية للوقاية من الأمراض في أوكرانيا وحول العالم، والتي تدعمها واشنطن، على أنها برامج أسلحة بيولوجية”.

 

ويأتي إصدار التقرير بعد يوم من تصريح مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية بأن روسيا والصين قد تحالفتا “بوضوح” مع الدعاية والمعلومات المضللة في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأن الولايات المتحدة والغرب لم يستثمرا بما فيه الكفاية على مر السنين في مواجهة مثل هذه المعلومات المضللة.

 

ويأتي إصدار التقرير بعد يوم من توجيه الصين اتهامات لواشنطن، الاثنين، ببث “أخبار مضللة” بعدما ذكرت صحف أمريكية أن موسكو طلبت مساعدة عسكرية واقتصادية صينية ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها جراء حربها على أوكرانيا.

 

وعند سؤاله عما جاء في الصحف الأمريكية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، “في الآونة الأخيرة، تنشر الولايات المتحدة أخبارا مضللة بشأن الصين”.

 

وكانت صحيفتا “فايننشال تايمز” و”واشنطن بوست”، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، الأحد، قولهم إن “روسيا طلبت من الصين عتادا عسكريا منذ اجتياحها أوكرانيا في 24 فبراير الماضي”.

الأمة ووكالات