النصيرية طائفة من غلاة الشيعة، تنسب إلى محمد بن نصير الكوفي الذي عاش في أواخر القرن الثالث  الهجري. ودين هذه الطائفة لا يعرف عنه إلا القليل نظرا لأن أصحابه لا يظهرونه للناس وتعاليمه مقصورة على أفراد الطائفة نفسها.

وما عرف عن مذهب النصيرية يتلخص في أنهم يؤلهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويعتبرونه أخر مراحل التجسد ألإلهي.

وأضفوا عليه الكثير من الصفات ألإلهية.

ويزعمون أن الرعد صوته والبرق سوطه.

 كما يرون في عبد الرحمن بن ملجم؛ قاتل علي؛  أفضل الخلق لأنه -حسب زعمهم- خلص روح اللاهوت من ظلمة الجسد وكدره.

والحق أن  دين النصيرية يمثل خليطا من أراء شيعية متطرفة نبتت وترعرعت في أصل وثني ثم تبنوا بعض المظاهر النصرانية.

فهم -مثلا- يحتفلون جماعيا لأداء بعض طقوسهم بما يشبه القداس عند النصارى.

كما يستخدمون بعض الأسماء الشائعة عند النصارى.

 وفي عصر الحروب الصليبية، تعرض النصيرية للقتل على أيدي الصليبيين مثل المسلمين.

ورغم ذلك فإن النصيرية حالفوا الصليبيين ووقفوا إلى جانبهم عدة مرات ضد أهل  السنة،

 من تلك المرات على سبيل المثال:

لما حاصر قلاوون طرابلس الصليبية سنة 688 هجرية ساعد النصيرية بقواتهم اميرها الصليبي بوهيمند السادس.

وفي عهد الاشرف بن قلاوون وقف النصيرية إلى جانب الصليبيين ولكن الأشرف اقتلع الوجود الصليبي من جذوره وقضى على مملكة عكا الصليبية سنة 690 هجرية.

وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون كان لابد من معاقبة النصيرية على خياناتهم ووقوفهم مع الصليبيين..

 فأرسل إليهم جيشا كبيرا بقيادة الأمير آقوش الافرم سار الجيش المملوكي سنة 704 هجرية بقيادة الامير أقوش الأفرم الى جبال النصيرية (فخرب ضياعهم وقطع كرومهم ومزقهم شر ممزق وملك جبالهم عنوة) .

ولم يكتف السلطان محمد بن قلاوون بذلك بل فتت كيان النصيرية ومنح جبالهم لبعض الأمراء المماليك فاستوطنوها وزرعوها وأصبح بقايا النصيرية خدما عندهم.

من د. رشيد بنكيران

حاصل على شهادة الدكتوراة في الفقه الإسلامي وأصوله، ويشغل منصب مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات.